بقلم / سالم فاهد اللوزي
انت يا صديقي مسكون بهموم الوطن وانسلاخه عن ذاته وهويته وموروثه التاريخي وترمي إلى ماترمي إليه ولا أعلم أنك مدرك حجم التحدي الذي وضعت فيه وماهي الجبهات التي تواجهك ؟!
ياصديقي لو أردت الحديث لك عنها بمنتهى الصراحة والوضوح لانقلبت على ذاتك……!!!!
فالخط الوطني المعني بالدفاع عن الدولة الأردنية وهويتها التاريخية هو الأضعف َومطوب منه ان يقاتل على ألف جبهة دون أي مقومات ولا أخفيك ياصديقي بأن كافة المعادلات المتراكم منها او المتحور هي في مواجهتك فأنت تواجه عملية التفريغ الممنهج والتجهيل الذي افرز على مدار عقود شخصية أردنية مهلهة فاقدة لبوصلتها وتم من خلال الشكليات والظروف الاقتصادية ضرب انتمائها واحرافها عن مسارها الذي كان يعطي كل الزخم للخط الوطني فهي رهينة ردة فعل
أما الحالة الاقتصادية المتردية او رهينة ايدولوحيات صقلتها وتستغلها لحالة انتفاع لحظية او جسر لمرحلة مقبلة يكتنفها الغموض
لذلك ياصديقي نحن ترتكز على وضع فاقد حتى لتنظيمه التقليدي والبديهي كونه مضروب ديمغرافياِ وهو ضحية الحسابات الهادفة منذ زمن طويل وخارج نطاق اي معادلة مؤثرة ولابمتلك اي غطاء مادي او معنوي اي مشتت غير ملتئم !!
يا صديقي كل الظروف ضدنا والجبهات المفتوحة حالياً هي جزء يسير من الجبهات المعدة لنا بالخفاء ولا نعلم متى يناط اللثام عنها وتنقض علينا لأننا جزء لايذكر من جسد ممزق أصبح لقمة سائغة لأي برامج هادفة وجاهزة لاشتثاثنا!!
حتى الظرف الدولي يتشكل وجميع جهودة مصبوبة علينا ولانهائنا والظرف الإقليمي المحيط هو عبارة عن بحر من الظلام العميق الدامس لايعكس علينا اي ضوء !!
فهذا منطق العقل الذي انتجته تراكمات عملي بالشان العام وتشبثي بالقضية الوطنية منذ زمن بعيد
بالواقع لم أجد ابشع من هذا الظرف…!!
ولا أخفيك بأن بداخلي قرار بأن أغادر البلد ان سنحت الفرصة لي ولن يثنيني احد عن قراري وهذا ليس عجز او هزيمة لكنني لا أتحمل رؤية هزيمة ترقص على حافة وجودنا ويطبل ويزغرد لها الكثير من أبناء جلدتنا….. فكل مابنيته سابقاً وما اتأمل به لاحقاً هو ان الأردن محظوظ ومحفوظ والاردني لن يهان لكنني لا أريد أن أبقى اراهن لأنني حاليأ لست في حلبة سباق لخيل غير متكافئ….
أرجوك اعذرني ياصديقي فمشكلتنا الكل يريد قهرنا َومن لم يمارس طقوس الزنى بحياته اليوم تواق ليمارسه ويبيحه علانية بساحاتنا….. ورغم هذا فأنا فخور بمواقفي وراضي عنها وبكل حرف كتبته للأردنيين ناصحاً لهم سوف يتذكروه يوما ما ويرددونه