طلعت شناعة.
رغم أن بعض الذين كتبوا اليوم عن المرحوم وصفي التل في ذكرى رحيله لم يشهدوا مسيرته ولم يعرفوه عن قُرب، وانا واحد من هؤلاء بالتأكيد..
لكنني لاحظتُ ان الحديث الدائم عن ” وصفي ” جاء بمثابة ” رسائل ” إلى سياسيين آخرين.. ومسؤولين كان عليهم ان ” يقتدوا ” بالراحل الكبير الذي كثُرت انجازاته على كافة الأصعدة المحلية والقومية.. وتحديدا رؤيته للقضية الفلسطينية التي حارب وضحّى من اجلها .
لقد قرأت الكثير عن ” وصفي ” بحكم أنني لم اعش زمنه .. ومن مصادر مختلفة وأعجبتني شخصيته واهتمامه وتدخله الشخصي بالأحداث السياسية والفنية..
تخيلوا رئيس وزراء ، يهتم بالاغنية الأردنية ويذهب إلى المحافظات ويسهر مع شعراء وملحنين ومطربين لإعداد أغنيات لا تزال خالدة.
كذلك أذكر أنني استمعتُ باهتمام لما قاله لي الزميل والأستاذ الراحل جورج حداد عن وصفي التل الذي عمل بمعيته في الإذاعة في الستينيات. وعن دماثته وخلقه وطيبته وحزمه في بعض الأوقات.
هل يقرأ المسؤولون الحاليون ” رسائل ” الجيل الحالي من محبي ” وصفي التل ” ؟
ام انهم لا يمتلكون مواهبه وصفاته و” شعبيته ” التي امتلكها من تكوينه وإحساسه الوطني والقومي ؟ وبالتالي سيقولون : ذاك زمن ونحن في زمن آخر ..؟
وتبقى سيرته.. ويبقى حيّا بمنجزاته ..
لا أدري كيف تكون مشاعر المسؤولين وخاصة رؤساء الحكومات وهم يقرأون ما نكتبه عن وصفي ؟
نفسي اعرف.. !!
” وصفي ” والرسائل للآخرين