طلعت شناعة
تختلف حوارات ومناقشات المثقفين عن سواهم من ال كل حي كلكائنات الاخرى.
فاللغة التي يستعملونها لا بد ان تكون « فصيحة ” وليست مثل لغة «الدهماء» او الناس العاديين.
وذات سهرة كنت اجلس في مكان وولعت « مشكلة / طوشة” بين عدد من الشعراء والادباء. ومن باب الفضول اخذتُ اسجل ما جرى من احداث وبالتأكيد بلغة المثقفين.
قال احدهم ويبدو انه شاعر للآخر: أنا اشعر منك ..!
فرد الاخر ( ويبدو انه شاعر ): بل أنا اشعر منك.!
عاد الاول وزاد من نبرة صوته وقال:
ـ ايها الصعلوك انت وموهبتك لا تصلان الى « ربّاط « حذائي.
قام الاخر ورد عليه: انت لصّ ، سرقت ( النصّ ) الذي نشرته قبل سنين وزعمت انه لك. انا موهبتي سبقت ادعاءك الكتابة.
تدخل طرف ثالث (ويبدو انه كاتب قصة قصيرة ) ، وقال وهو يحاول الفصل بين المتنازعين:
ـ بل انا اشعر منكما.
( لم يضحك احد ولم يقل له ما لك وقرض الشعر فانت يا دوب لك مجموعة قصصية )
لكن طرفاً رابعا ً قام من مقعده ولوح بـ « “بربيش» الارجيلة وقال على طريقة عنتر بن شداد:
ـ ايها الاصدقاء ليلزم كل منكم مقعده. واضاف لا فُضّ فوه،
ـ انتم رفاق قلم ولا ينبغي ان ( نتشاجر ) امام الدهماء ( يقصد باقي الموجودين ).
وفي لحظة، وبعد ان انتفض الشاعر وهمّ بمغادرة المقهى ، هجم عليه خصمُه وعانقه واخذ يعتذر له قائلا:
ـ استبيحُكَ العذر فيما قلت. لم اكن بوعيي حين اتهمتك بما ليس بك.
دعني ادعوك على ( شيء من السوائل ) الساخنة او الباردة او ما تشاء.
فرد الاخر: اشكرك جدا واقترِح ان نعيش لحظات صمت « حُزناً على ضياع الأندلس ».
ولم يكد يُكمل اقتراحه حتى عاد الاول وعانقه واخذ الاثنان يجهشان بالبكاء،
اكيد بعدها.. رجعت الاندلس !!


