لا ادّعي إجادة التمثيل كفن التشخيص. ولا اذكر انني قمتُ ب « التمثيل « سوى مرّة واحدة في
حياتي.وكان في المرحلة الثانوية ، عندما طلبت مني إدارة المدرسة إعداد والمشاركة في « نصّ
مسرحي « ليقوم عدد من الطلبة بتجسيده في احتفالية ومناسبة ترفيهية.
وقتها اخترتُ لنفسي أداء شخصية « الطالب الكسول والهامل» الذي لا يكترث بالدراسة ولا يحب
العلم.اي ما نسمّيه « الطالب الفاشل «.
كان عرضا بدائيّا كوميديا لفت انتباه الهيئة التدريسية وبالطبع مدير المدرسة ب « الرصيفة « الذي
كان يتبنّى موهبتي بالخطابة والكتابة .
ولا أدري لماذا اخترت دور « الطالب الهامل والفاشل « رغم أنني لم أكن كذلك..لكنني تبرُعتُ بدور «
الطالب المجتهد « لزميل كان وقتها صديقي.
ومن يومها ، ( اعتزلت التمثيل ) خاصة وأنا كائن « مفضوح « العينين..
واللي في قلبي على لساني ، ولهذا عادة ما كنتُ وما زلتُ اخسر الكثير من « الغنائم « التي يتسابق
سواي لكسبها بغض النظر عن « الوسيلة «.
مؤكد أنني كائن..غير
ومن الصعب أن ابدّل جلدي او انافق او « اهزّ ذنَب « لمسؤول كائنا مَن يكون.
واستغرب من أشخاص يُفترَض انهم « محترمون « او هكذا يظهرون بعد ان يرتدوا « اقنعة « الزّيف
« ويظهرون عكس ما يُبطِنون.
مثل افاعِ سامّة .. ملمسها ناعم وتحت جلدها أكوام من السّمّ.
أدعياء « الرزانة والفضيلة والتّقى والاستقامة « ومنهم للاسف من يحمل في سيرته عُمرة وايضا
أدى فريضة الحجّ.
ومع هذا لا يتورّع عن « اكل حقوق الناس « و « أموالهم « بينما يمتلئ بطنه بالمال الحرام… الذي
كسبه من صفقات وتجارة ونصب واحتيال واستغلال مناصب وصلاحيات.
وعندما يجلس بين الناس في عزاء او يشارك في جاهات ، تجده يبيع الآخرين « مظاهر الأخلاق
الرفيعة «.
هم ممثلون بارعون ولكنهم في قرارة أنفسهم يعرفون انهم .. مكشوفون..
ولكنهم لا يجدون مَن « يصفعهم « ..
ولّ عليهم …!!
مُمثّلون فاشلون ….. مُمثّلون فاشلون