* طلعت شناعة.
” خافت من اجلهم.. فأصبحت قوية بهم”
واحدة من العناوين التي تختصر المعاناة التي احتواها كتاب الزميلة نوف الور ” عابرات الحياة”.
وما بين ” الأمل” و ” الألم” رحلة في أعماق 14 امرأة ابتلين بمرض سرطان الثدي.. لتقدم لنا الزميلة الورّ في كتابها الصادر حديثا عن” دار البيروني” للنشر تجربة عدد من النساء من مختلف مدن الاردن مع المرض اللعين.
ولانني ككاتب وصحفي ، انحاز لكل ما هو إنساني، وجدت في كتاب نوف” جرعة ” عالية من الشجاعة استمدتها من بطلات قصصها التي تضمنتها ال 102 صفحة. وتركت كل سيدة تروي رحلتها ببساطة وعفوية مع المعاناة من الألف للياء.
لغة الكتاب جاءت متماهية ومنسجمة مع الدفء الإنساني الذي جعل القارئ يتشارك في تفاصيل الألم ويشعر كأن الكاتبة لا تكتفي بنقل عذابات صاحبات التجربة القاسية، بل وتقدم رسالة بأن الحياة تستحق منا ان نقاوم الألم كي نصل إلى فردوس الأمل.
الكتاب يقدم الصورة البهية للمرأة المتمثلة بالصبر والتحمّل والتضحية من أجل اسرتها (أبنائها واحفادها). وان المرأة الحقيقية هي التي عادة ما تجيد ” صناعة الأمل” لنفسها للاخرين. أهمية كتاب ” عابرات الحياة” انه ” يورّط” القارئ في هواجس ضحايا المرض بحيث يتشارك معهن لحظات التعب وصولا الى طوق النجاة.
كتاب الزميلة نوف الور بمثابة ” كبسولة” فرح لضحايا الألم ولنا ايضاً..!!