* طلعت شناعة
تضطر أحيانا لتناول «حبّة شجاعة» كما فعل الفنان فؤاد المهندس في فيلم «أرض النفاق»، حين
كان «أليفا» لا يعصي أوامر مديره في الشركة. لكنه، وبعد أن «قبّعت» معه، أرعد وأزبد وثار كما لم
يفعل من قبل.
ذلك، بدا غريبا ومستهجنا، سواء للمشاهد الذي كان يتابع الفيلم، أو القارىء لرواية يوسف
السباعي التي أُخذ الفيلم عنها. وفي حياتنا، يقولون، إتّقِ الحليم إذا نفذ صبره، أو نفذ « رصيده» من
الاعصاب. بعض الناس، يبالغون في ظُلم الآخرين ويعتمدون على قاعدة «صاحب الحاجة أرعن»
و»أجبن» منه ما فيه. وينسون ان القطة إذا ما استفزها احدهم «خرمشته» ولعنت «سنسفيل»
اهله.
تقود سيارتك، فتفاجأ بشخص يكاد يصدمك، وحين تنبهه باشارة او « غمّاز»، يلوّح لاك بيديه وكأنه
يريد الفتك بك.
تتذكر انك «مثقّف» وان «المثقف» لا بد ان يكون « مهذّبا»، وعليه أن «يستحمل» أكثر من سواه.
وان يبتعد عن سلوك « الغوغاء» و « الدهماء». لكن ذلك يتم استغلاله بشكل خاطىء. فالبعض
يظن ان الشخص» الآدمي» هو إنسان ضعيف، والشخص «المحترم» لا بد ان يكون « ذليلا». ولهذا
يكون التمادي من قبل بعض المجبولين على «الشرّ».
وهم ينسون أن «للصبر حدود»، وأن من الغباء « استفزاز» الناس. والا عليك ان تتحمل نتيجة ردود
الفعل التي لا احد يستطيع توقعها.
تماما كما حدث مع فؤاد المهندس في فيلم « أرض النفاق»، حين أوحى للآخرين انه تناول « حبّة
شجاعة «، وراح « قالب الكرسي على مسؤوله» ليظل يهذي بعد ان « انتهت الطوشة»: أنا شجاع
أنا شجاع..
صدقوني !!
حبّة شجاعة

			
                                
                             
								
		
