كتب: عناد أبو وندي
تتواجد عيون المياه المعدنية الحارة في حمامات قصيب، التي تقع في أقصى جنوب محافظة مادبا،
محاطة بجبال بركانية شاهقة تتزين بكتل صخرية سوداء، بعضها يتخذ شكل دوائر تشبه جذوع
الأشجار. تسعى هذه الحمامات للحصول على اهتمام المسؤولين لتحويلها إلى منتجع سياحي
متميز في المنطقة.
يأتي الزوار إلى هذه العيون للاستمتاع بفوائد المياه المعدنية ولعلاج أمراض المفاصل والروماتيزم،
لكن الوصول إليها يتطلب المشي على الأقدام أو استخدام الدواب، نظراً لعدم وجود طريق معبد
يربطها بمحيطها، حيث تبعد حوالي سبعة كيلومترات.
تتميز هذه المياه بارتفاع درجة حرارتها التي تصل إلى أكثر من 60 درجة مئوية، بينما تتدفق مياه باردة
من أحد الشلالات بجوار المياه الحارة، مما يخلق مشهداً فريداً من خيوط المياه الباردة. كما توجد
مغارة بين الشلالات تنبعث منها سحب من البخار نتيجة الحرارة العالية، حيث لا يمكن للزائر البقاء
فيها لأكثر من دقيقة واحدة بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه.
تحتضن الحمامات ممرًا جبليًا ساحرًا يشبه سيق البتراء، يمتد لحوالي 400 متر، ويتميز بتدفق المياه
الحارة من خلاله، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط به.
تتميز المنطقة، بالإضافة إلى مياهها المعدنية الدافئة، بجمال مناظرها الطبيعية الخلابة. كما
تحتوي على قصر أثري يُعرف محليًا باسم “قصر قصيب”، الذي يتميز بفن معماري رائع وأرضية مزينة
بالفسيفساء. ومع ذلك، فقد تعرض القصر لضرر كبير نتيجة عمليات البحث عن الذهب، مما حال
دون قدرة كوادر دائرة الآثار العامة على إجراء أي حفريات لتأهيل الموقع وتوثيق تاريخه، بسبب عدم
وجود طريق معبد يؤدي إليه.
تعود تسمية الحمامات بـ “قصيب” إلى نبات القصب الذي ينمو بكثرة في المنطقة، وفقًا لروايات
السكان المحليين. بينما تشير رواية أخرى إلى أن الاسم يعود لأحد الأولياء الصالحين الذين عاشوا
في المنطقة ويدعى “قصيب”.
حمامات قصيب المعدنية في ذيبان … حمامات قصيب المعدنية في ذيبان






