ديمقراطية أهلكتنا من خداع إلى خداع

ديمقراطية أهلكتنا من خداع إلى خداع

 

 

 

كتب / سالم فاهد اللوزي

 ديمقراطية أهلكتنا من خداع إلى خداع

 

لم تكن الديمقراطية في بلدنا منظومة او خيار تم اختياره  ليتناسب مع وجودنا وخصوصيتنا واهدافنا وموروثنا التاريخي

والعقائدي بل ثوب فضفاض او ضيق ينسجه

ترزي محترف  يعلم متى ينكب من يرتديه على وجهه  وهذا ماحصل معنا في العام ١٩٨٩ والعام ٢٠٢٢ !!

 

ولو عدت للعام ١٩٨٩ وما تلاها من ديكورات ومسيرة ما يسمى ديمقراطية لتوقفت عند عقد الثمانينات من القرن الماضي 

فهذا العقد كان هو ذروة المفاوضات السرية بين الكيان الصهيوني والخطوط المتأسرلة سواء في الأردن او منظمة التحرير

الفلسطينية لتوقيع اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني وهذا يفسر اهم حدثين شهده هذا العقدالأول دفع العراق للاستمرار

بحرب طويلة مع إيران تفضي إلى إنهاء العراق او اضعافه على الرغم ان القيادة العراقية كانت حساباتها لهذه الحرب لاتتعدي

ستة أشهر لكن الدعم والتحريض الرسمي العربي لتلك الحرب كان خبيث ويمثل إرادة خارجية  تخبئ في أردانها مباحثات سرية

مكثفة لتوقيع اتفاقيات سلام بالأخص مع الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وهذا يفسر ذهاب البعض حتى لجبهة الحرب في العراق

وكوفية ابوعمار التي جعلت طريق بغداد حينها ميدان !!وكل هذا لتغييب العراق الذي كان يمثل عثرة كبيرة

أمام اي حلول مع هذا الكيان !!

ديمقراطية أهلكتنا – عودة مصر للعالم العربي

الحدث الثاني… وهو عودة مصر للعالم العربي بعدما تم مقاطعتها لتوقيعها معاهدة “كامب ديفيد” مع الكيان الصهيوني

والغريب انه تم إعادتها

دون ان تتخلى عن المعاهدة او قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني لتكون هي الوسيط بين الخطوط المتأسرلة بالأردن

وفلسطين مع الأمريكان

والكيان الصهيوني وهذا ايضاً يفسر سبب مجيئ حكومة أحمد عبيدات واعطائها صلاحيات داخلية مقابل تعاون رئيسها

مع الأمريكان لصياغة

مسار سلمي مع الكيان الصهيوني لكن احمد عبيدات لم يتعاون واخذ موقف معاكس للتوقعات واصطدم مع الأمريكان

والرئيس المصري

محمد حسني مبارك مما أدى لاقالة عبيدات وشيطنة مسيرته بهجوم معاكس على شخصه !!

 

ولكن مسيرة المباحثات استمرت وعاد للواجهة سواء في منظمة التحرير او الأردن  وبشكل علني بعض رموز الخطوط

التي كانت تدير مباحثات

سرية مع الكيان الصهيوني منذ عقود ليتبوئو مناصب سيادية لإدارة الأمور مع من يتناسب معهم  ومع توجهم !!

عودة مصر للعالم العربي

ومع استمرار الحرب بدا واضحاً ان العراق لم يضعف وعلى عكس التوقعات أصبح أقوى من قبل وحسم الحرب لصالحه

مما جعل الخطوط المتأسرلة

تستعجل الأمور بالتنسيق مع الكيان الصهيوني وخلق حالة بلبلة اقتصادية متفق عليها مقدمة  لأحتقان شعبي وهذا ما

حصل بالأردن في عودة

مصر للعالم العربي عندما هبط الدينار وتم خلق بلبلة على أثرها في بعض الجيوب العشائرية دفعت الأمور لما يسمى

هبة نيسان التي كان

يتم تحريكها بالريموت لتشتعل بالمحافظات بعيداً عن العاصمة عمان و بالتنسيق مع حركة الإخوان المسلمين مقابل

تمثيل لهم بمجلس ال ٨٩

وهنا لابد من الإشارة ان المجلس الوطني الفلسطيني التئم لأول مرة في عمان وعقد اجتماعه وتزامن هذا مع القرار الشكلي

الذي أعلنه النظام

بفك الارتباط مع الضفة الغربية ليفسح المجال للفلسطينيين بقيادة ابوعمار لتوقيع اتفاقية مع الكيان كممثل للفلسطينيين رغم

ان أراضي ال ٦٧ احتلت وهي تحت السيادة الأردنية لكن قرار التصفية تم واتفق عليه !!

 ذروة الاحتجاجات

وما أن زادات ذروة الاحتجاجات التي كانت تحركها أدوات تملك خيار وقفها وما أن وصلت أطراف عمان اتخذ قرار وقفها وتزامن هذا مع أول أعلان

لإعادة الحياة البرلمانية للأردن والبدء بانتخابات والتضحية شكلياً بشخص رئيس مثل زيد الرفاعي حتى يكتمل المشهد التمثيلي وكذلك صناعة

صوت إسلامي منفصل يثير بلبلة مقصودة واعطائها هامش يقودها ليث شبيلات لتخطف الأنظار نحو قضايا فساد تغطي على الهدف الأساس

وهو توقيع معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني وجاءت حكومة رجل الاستخبارات مضر بدران التي تنم عن تحالف قديم لها مع الإخوان المسلمين

منذ ان كان مديرا لدائرة المخابرات ولاحقاً عندما كان وزيراِ للتربية في حكومة الرفاعي عندما سلم الإخوان آلية اعداد المناهج التعليمية في الأردن

والأن قاد المرحلة بتكليفهم بحقائب وزارية لامتصاص غضب الشعب ولأنهم يمثلون الحالة الشعبوية التي تمتلك القدرة على التغطية !!

 

وما انتهت مرحلة التنفيس من خلال الإخوان وملفات ليث شبيلات جاءت حكومة طاهر المصري تلك الشخصية التي تم إبرازها وهو في عمر مبكر

ليكون لها دور تنسيقي كشخص يمثل الجانب الفلسطيني مما يفتح ممرات داخل الفلسطينيين يسهل المضي قدماً إتجاه عملية السلام

وبالفعل تم بعهد حكومة الذهاب لمؤتمر “مدريد” !!

  ثياب الديمقراطية

وهنا لم يصبح خافياً على احد لماذا تم نسج ثياب الديمقراطية الذي ارتداه الجميع بما فيهم الشيوعيون واليسار  والنقابيين والقوميين وغيرهم

للحصول على مكاسب شخصية لا أكثر وجزء من ديكور صنعه الأمريكان وثياب ارتدوها سرعان ما جعلتهم ينكبون على وجوهم هم واحزابهم التي

أصبحت دكاكين خاوية لأنه عندما وصلنا لمنعطف توقيع المعاهدة عاد الصوت الواحد وتم جلب الوجوه العشائرية التقليدية للمجلس حتى يضفون

طابع شرعي كونهم يمثلون العشائر وبذلك تصبح المعاهدة بموافقة أهل البلاد ويكون الخط المتأسرل بريء مما حاكه منذ عقود !!

ديمقراطية أهلكتنا

وهنا لابد ان اشير من صديق لي كان مقرب من السفير الأمريكي بالأردن حينها حيث قال له قبل ستة أشهر من الانتخابات بأن الصوت الواحد

هو الذي سيقرر ويعتمد !!

 

وتم توقيع “أوسلو” بنجاح ولاحقاً “وادي عربة”  لتنتهي الغاية من خديعة الديمقراطية حينها !!

 

مما جعل جيوب الحركة الوطنية في العام ١٩٩٦ تتحرك بشكل وطني خالص وتم الانقضاض عليها بطريقة فجة وعنيفة !!

 

واليوم يعيد السيناريو ذاته

العراق مغيب تماماً بعد احتلاله وربيع عربي مزيف فتت المفتت معارضة تنفيسية يقودها مراهقي السياسة و أحزاب تقليدية تناور هنا وهناك

حسب مصالحها واختراق في جميع مناحي الحياة وانحدار أخلاقي تجنيس وتوطين واوضاع اقتصادية بائسة وراس مال كمبرادوري يصول ويجول !!

ولد من رحمها مجلس يشبه مجلس عام ١٩٩٤ يتزامن مع تشكيل لجنة إصلاح سياسي برئاسة الرفاعي يطلق العنان لمرحلة سياسية خطيرة

سرعان ما يشرعنها مجلس النواب ومن ثم يلتقطها من يريد أن يلبس ثياب الترزي الجديد لتنطلق الأحزاب وينظم إليها من ارتدو الثياب اما الضيقة

او الفضفاضة ليشكلوا ديكور المرحلة القادمة من وطن بديل وملكية دستورية تغير وجه البلد من الجذور وحال الانتهاء منهم ينكبون على وجوههم

كما الذين سبقوهم ممن شكلوا ديكور وادي عربه واوسلو !!

ديمقراطية أهلكتنا

لذلك هنا وفي ظل تخلي جميع القوى الكرتونية بما فيهم اليسار وغيرهم عن ثوابت الخطاب الوطني

لابد من العودة للتنظيم التقليدي الذي يراد له ان يمسح عن الوجود ألا وهو الجسد العشائري ليرفع صوته ويعاكس التيار

 

تصفح ايضا

عاجل