زفاف الأمير .. ماذا لو ؟

زفاف الأمير .. ماذا لو ؟

 

 

كتب / سالم فاهد اللوزي

زفاف الأمير .. ماذا لو ؟

 

زفاف الأمير – من الملحوظ والواضح أن زفاف الأمير حسين ولي العهد اخذ أبعاد ربما لم تكن متوقعة للكثير او المتابعين للمشهد الأردني !!

وفي نفس السياق جرنا إلى تساؤلات عديدة الإجابة عليها لا تتعدى التحليل او الغوص في عمق المشهد !!

 

لأن زفاف الأمير لم يكن عادياً وربما ذو طابع خاص وحساس احتكم لظروف وتراكمات واحداث سابقة وحالية أثارت جدل واسع منقسم بين  علني و اخر خفي !!

 

بحيث ان الوضع الداخلي للأردن يجعلك مهما تعمقت يأخذك لنواقص تحتاج لتكملة وتوضيح بعد مسار مظاهر الزفاف وهذه النواقص لاتكتمل إلا بعد

اتضاح الخطوات التي ربما يترقب الجميع كيفية سيكون مسارها فمن الواضح أن هناك

قرارات ستتخذ على أرض الواقع من قبل النظام ويتوجب ان تكون ملموسة لأن طبيعة و سياق الزفاف توحي بذلك !!

 

وعلى نقيض الوضع الداخلي الذي وجد شبه إجماع في مسار زفاف الأمير إلى أن الوضع الإقليمي إتجاه مسار حفل الزفاف لايبعث الكثير من الطمأنينة

لأن هناك  بعض من دول  المحيط بعثت بإشارات سياسية من خلال طبيعة المشاركة ودرجتها البرتوكولية

او عدم مشاركتها لأن زفاف الأمير لم يكن عادي وشخص الأمير يمثل مرحلة سياسية جديدة فيها الكثير المنعطفات الجديدة !!

محطات يجب التوقف عندها 

ولو عدنا  للوضع الداخلي مع الأخذ بعين الاعتبار ما هي طبيعة النوايا لكن هناك محطات يتوجب التوقف عندها ملخصة بالآتي..

 

اولاً…..في الوقت الذي تم استهداف علاقة النظام بالعشائر الأردنية على مدار أكثر من عقد من زمن ضاربة مستوى لم تصل إليه العلاقة لهذا المستوى

من الخلل منذ عهد الإمارة  ومع تردي الوضع الاقتصادي وبزوغ نجم لجنة التحديث السياسي

التي بلورت مسمى الهوية الجامعة بديلاً لهوية البلد المتجذرة وأفرزت توصيات اعتبرتها العشائر تحجيم دورها وإنهاء سياقها !!

يتفاجئ المتابع لحفل الزفاف بانقلاب نوعي وواضح بحيث ان الزفاف بكل تفاصيله أعتمد

على الموروث التاريخي والشعبي للأردنيين متوجاً بحضور الهوية الوطنية الأردنية بقوة!!

 

ثانياً…. اخذ حفل الزفاف طابع تعدى القرار أو الإرادة الملكية التي نصبت الأمير ولياً للعهد

حيث توشحت بمنح شرعية لها من أهل البلد الشرعيين وهذا كان واضح مأدبة الغداء التي أقيمت بمناسبة الزفاف

 

ثالثا…. لقد أظهر الأمير ذاته تمسكه بالعادات والتقاليد التي تهم وجدان الأردنيين من خلال ظهور الجيش حوله أو زيارته لحرثا

وارتدائه الزي الأردني بكافة تفاصيله وهذه تعتبر رسائل يطلقها النظام تعبر ربما عن طي صفحة الجفاء التي شهدتها السنوات الأخيرة مع العشائر.

 

زفاف الأمير :   ترميم العلاقة بين النظام والعشائر

 

رابعا…. ماذا لو اعتبرنا أن حفل زفاف الأمير هو ترميم العلاقة بين النظام والعشائر ورد واضح

على مصطلح الهوية الجامعة وأن هوية البلد هي المرتكز الوحيد لأي مرحلة قادمة ؟!

خامساِ.. لو أخذنا الاعتبار الرابع بمحمل الجد هل يعتبر كافي؟؟

أم أننا أمام تحديات اقتصادية وتداخلات وضغوط خارجية يجب مصارحتها ومواجهتها  ؟!

 

بعد هذه النقاط والتقاط لبعض جوانب المشهد واخذناها وبدأنا نفكر بصوت عالِ فأنا لم التقي الأمير من قبل ولم أتحاور معه لكن هناك أصدقاء لي

اثق برأيهم يعرفون الأمير جيداً وهم بعيدين عن المشهد والمكاسب السياسية قالوا لي أنه على قدر عالي من المسؤولية ويهتم بأدق التفاصيل

وهذا واضح من خلال ذهابه وايابه للقاء أبناء العشائر والتواصل معهم ومتابعته للجيش ومشاركته التمارين والمناورات العسكرية

لكن ماذا بعد ؟!

إن أخذنا الأمور على أنها مرحلة جديدة فما هو المطلوب او المنتظر ؟!

 

هنا لابد من مراجعة الكثير من السياسات التي أرهقت البلاد وجعلت خياراته محدودة وخلفت حالة انقسام غير مسبوقة في الداخل الأردني.

اجتثاث البرامج الخارجية 

فهنا يجب اجتثاث كل الذين استوردو سياسيات وبرامج خارجية أو مثلو ارادات البرامج الخارجية في سياسية البلد سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي

وشكلو خيوط وتجمعات بدأت تتجذر بالوضع الأردني وتضيق الخناق على العشائر والنظام وأضعفت الموقف الأردني الاقتصادي

بعدما طبقوا البرامج الاقتصادية التي أنهكت القطاع العام وخصخصت معظم المؤسسات والشركات الحكومية الرابحة وحولت الربح إلى خسارة

ومديونية تعدت الأرقام الفلكية وأخذتنا إلى مسار الخوف والقلق على مستقبل بلدنا وذهبت إلى أبعد من ذلك لتحاول الانقضاض على مؤسساتنا السيادية

المتمثلة بالمؤسسة العسكرية لاضعافها والتطاول على دورها خدمة لأجندة خارجية فهؤلاء لابد من تجفيف منابعهم استعداد لاجتثاثهم

وإعادة هيكلة الأمور وتوكيل المهام لشخوص جدد ثقات يتحملون مسؤولية اعادة الأمور لنصابها كذلك لابد من مراجعة الأمور والقضايا السياسية

بالمبادرة بالأفراح عن جميع المعتقلين من أبناء العشائر على خلفية قضايا سياسية مهما كان توجهم السياسي ومنحهم فرصة جديدة  مبنية على الثقة وحسن النوايا .

ومن هذا المنطلق لابد من فتح ملفات على رأسها ملف باسم عوض الله بعد تورطه الأخير ليقودنا لفتح ملف الجنرال محمد الذهبي لأن هناك شبهات كثيرة

تقول بان عوض الله كان على صراع مع الجنرال الذهبي بقضايا تخص برامج عوض الله الاقتصادية

وقضايا تخص التجنيس والتوطين  فلابد من أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار !!

 

النائب السابق أسامة العجارمة

كذلك لابد من خطوة استباقية تعيد المياه لمجاريها بإصدار عفو عن النائب السابق أسامه العجارمه لما تخلل تلك المرحلة

من إثارة حساسيات تركت أثر سلبي في أبناء العشائر الأردنية مثل جر بيت الشعر وغيرها من الأمور !!

 

وبعد هذا إن أخذنا الأمور بهذا السياق نحاول طرح مافي داخلنا ونفكر بصوت عالي لأنه حينها سنكون جميعأ بهذا الخندق رغم أن الأيام أثبتت

ان  اساس هذه البلد وقوامها العشائر الأردنية وأن أي تحدي خارجي مهما كان نوعه لا يواجه

ألا بعلاقة صحيحة صحية بين النظام والعشائر مبني على الهوية الوطنية الأردنية

 

َوبعد ذلك نتمنى خطوات على الأرض شبيه بحفل الزفاف لأنني عبرت عن تساؤلات طرحت أمامي خلال حواري وتجوالي بين الأردنيين.

 

تصفح ايضا

عاجل