زمان ، أول ما عرفنا « الجرايد»، كان بعض الموظفين وبخاصة موظفي الحكومة يقضون وقت
الدوام في « حل الكلمات المتقاطعة». وكان على المراجعين للدوائر الحكومية الانتظار أمام
الشبابيك، ريثما ينتهي الموظف الى معرفة «الاسم الثاني لفنان عربي مشهور يبدأ بحرف العين».
وكانت « مصيبة المصائب» ان تطلب من الموظف « الإسراع» في إنجاز معاملتك. فالرجل «
مشغول»، والكلمات المتقاطعة « ناقصة « حرف».
قليل « الحرف»؟ يعني « فلسطين ضاعت مش مهم ، بس الحرف. مشكلة.
هذا في الماضي..
أما في الحاضر..
فلم يختلف الوضع. وبدل إنشغال الموظفين بحل الكلمات المتقاطعة ، صاروا ينشغلون ب «
الفيس بوك». وهنا يتساوى موظفو الحكومة والقطاع الخاص.
أعرف موظفين يحضرون الى الدوام قرابة العاشرة صباحا ، وينهمكون في التواصل الاجتماعي عبر «
الفيس بوك « حتى موعد إنتهاء دوامهم. يثرثرون مع إخوتهم واقاربهم واصدقائهم « اللي
اكتشفوهم بفضل الفيس بوك»، و سواليف مثل « شو طابخين اليوم « . ويكون الرد» ملوخية «
وانتوا:. ويكون الرد وهكذا..
وللحقيقة ، فهم مخلصون ، ويحدث أن « يمدّدوا « دوامهم الى ما بعد الثانية اذا كان ثمة « نكتة» أو
«إشاعة « أو « نميمة «.
الصراحة الجماعة ما بقصّروا!
حزب «الفيس بوك» … حزب «الفيس بوك»
أنا مش زعلان ولا عندي عقدة من « الفيس بوك « ولا من « اللي بيفسفسوا». لكني « مقهور» من
مشاعر « البلادة « و» عدم المبالاة « وعدم الإحساس بالمسؤولية « تجاه الحياة ذاتها وتجاه
العمل.
الغريب ، وما غريب الا « الفيس بوك»، أن هؤلاء « المدمنين»، لا يعترفون بأخطائهم. ويوهمون
المسؤولين أنهم « منكبّون» على العمل. ومن يراهم يبحلقون بالشاشات الالكترونية ، يعتقد إنهم
« جايبين الذّيب من ذيله» أو من « قفاه».
مجرد جماعة بتسلّوا وكما تقول أُم « عصام»( بكتلوا الوكت).
طيب ما ذنب « الوقت» حتى « يقتلوه».
الأصل أن يقتلهم هم ، فهو بريء مما يفعلون، «براءة الذئب من قميص يوسف»!!
ويحيا « الترهُّل»!!