“وذن” ولا بعده؟! 

 

“وذن” ولا بعده؟! 

 

يكتبها / سالم فاهد اللوزي 

“وذن” ولا بعده؟! 

كان الليل طويل وحبات المطر تنسال على الجدار الخارجي للبيت وتحاكي وتطرق النوافذ  

فنوافدنا كانت تطل على الدنيا كل الدنيا !! 

وكان هناك مدفأه توقف اشتعال النار فيها عندما أعلن موعد الخلود للنوم !! 

كان هو في فراشه متلثم بشماغ بجانبه جناد و “شبربة” 

ومفطى ب”لحاف” صوف ” وملبس” وجه” قماش” حشم ” مرسوم عليه وردات وعندما يقترب الليل من نهاية الثلث الأخير  يبدأ ينملل لعدة مرات ومن ثم يستند ويسأل” وذن ” الفجر؟؟ 

فأقول له لايعده 

فيقول لي اعطيني” كوز” الميه يلي بجنب” الصوبة”

فيشرب ويعود مرة أخرى للنوم 

ثم يعود ويطرح ذات السؤال 

” وذن” الفجر؟! 

فأجيبه قرب 

فيستند ويطلب “كوز” المية من جديد 

فأقدمه له ويشرب 

ثم يقول لي هات لي “صفط” الدخان وقرب علي دلة القهوه 

فيتربع ويقول أشعل المدفاة  

ويبدأ الحديث 

ويسأل كأنك ماعرفت تنام؟! 

والكلب ما بطل النباح بليل ابصر وش فيه ؟! 

لو انك تلبس برجلك وتتفقد “ياخور” الحلال !! 

فأفعل ذلك 

وَيرافقني “الكلب” 

كانت كلابنا وفية ومتجانسة وتعرف مهامها ولم تكن ضالة  

كما حالنا اليوم!! 

وكان حمارنا يعرف واجباته ويحفظ تضاريس الأرض ولم تختلط عليه الأمور كما اختلطت علينا اليوم !! 

لقد اضلو كلابنا وتوهو حميرنا !! 

وديك الدجاج المعتز بذاته ووطنه حينها كان يعلم متى يبدأ الليل ومتى ينتهي؟! 

 

فالأنواز الكثيرة  وضعته في حالة من الجنون كما حالنا الأن !! 

 

كانت المطر يطال جميع أرضنا دون استثناء فلا اسكانات ولا اتوستراد ولا مخيمات والا مدن جديدة ولا “بوليفارد” ولا مولات ولا مصابيح “زنون” !! 

و بزوغ النهار يتسلل  إلى صورة “وصفي” المعلقة على الحائط!! 

حالنا حال الأردنيين فهذا رمزهم !! 

 

فأذهب ل “ياخور” الحلال فاجده ملتئم بهدوء  ويفرح عندما افتح الباب لأن موعد “العلف” اقترب !! 

فخيرنا من  ارضنا و ارضنا لنا ومصدر كرامتنا ورزقنا ورزق هذا “البهم” !! 

يالله ما اروعنا !! 

كنا بحاجة ل “وصفي” لأنه يفهمنا ونفهمه !! 

كان موعد الفجر 

هو موعد يوم جديد يبدأ مع الله 

وكان الدين لله  

وحياتنا عمل وإنتاج وحب 

قبل ان يتمكن منا دعاة الدين السياسي والتمدن الخادع واللبرلة الحديثة !! 

وكانت الأرض لنا شبر شبر تلعة ثلعة قبل ان ننهار لصالح تصفية الوطن البديل في سوق التخاسة!!

فمتى يعود فجرنا ذاك في بيوتنا وحقولنا ومساجدنا وكنائسنا ؟!

اقرأ أيضا:

منى ابو حسان اللوزي.. حسانية بطعم اللوز ونسمة نيسان الرقيقة 

 

اقرأ أيضا:

ميخائيل ميلشتاين: ما يحدث في جنين قابل للتمدد!

تصفح ايضا

عاجل