في تكنولوجيا النصر: التعليم أولا!                 

 في تكنولوجيا النصر: التعليم أولا!                 

 

 في تكنولوجيا النصر: التعليم أولا!                 

 

د. ذوقان عبيدات

 في تكنولوجيا النصر

 

امتلأت الساحة بعد السابع من أكتوبر، بتحليلات “منطقية” لتفسير ما حدث، قبل الاقتحام وبعده، ولم يشِرْ أحدٌ إلى أي بعد تربوي

لتفسير الحدث على الأقل.

 

وكذلك فعلت الدولة، ولم تستجب لمعالجة تدهور التعليم، بل زادت إمعانًا في اتخاذ إجراءات تزيد من الخلل المتمثل بفقر التعليم،

وانخفاض التحصيل على المستوى الدولي، وارتفاعه العجيب على المستوى المحلي، حتى بتنا نسأل: هل  حصل النظام التربوي

الأردني على مساعدات، أو قروض من البنك الدولي؟ وهل وزع النظام هذه العلامات على أبناء التوجيهي؟

 

إذن؛ نظامنا التربوي يعاني من خلل، أو”خِلال عديدة” تحتاج من يتصدى لها! وذلك لسببين:

الأول؛ لدور التعليم في الإصلاح الشامل. والآخر؛ لدوره في بناء الإنسان بالمواصفات المطلوبة.

 

وكالعادة، لم يتصدّ أيّ تربوي لا من التربويين الرسميين في المجالس المختلفة – ومعظمهم في الحقيقة غير تربويين-  ولا من غير

الرسميّين، وهم بالآلاف، للحديث عن البعد التربوي في المعركة.

وفوجئت اليوم، بإطلالة رجائي المعشر عبر جريدة الغد – الأربعاء  الثامن من نوفمبر-  في حديث مهم عن دور التعليم ، جاء أيضًا

من”غير التربويين “، وأقصد بهم الذين هم غير مختصين بالتربية، وهذه ليست تهمة بالمناسبة، مع أنّ كثيرين يعدّونها كذلك!

 

في هذه المقالة سأتحدث عن دور التعليم في تكنولوجيا المعركة والنصر !

 

(1) تكنولوجيا النصر

 

ليس سرّا القول بأن وزارة التربية افتخرت بأن المدارس ستواصل  التعليم كما هو!! وقلت وقتها: نريد مواصلة التعليم ولكن؛ ليس

كما هو!! نريد تعليم تكنولوجيا النصر، ومناهج النصر، ومعلم النصر! أذكر في عام 1969 كنت أدرّس طلبة معهد المعلمين في

حوارة إربد، مادة المناهج، وكان موضوع المحاضرة: المنهج عند إفلاطون!! وكانت طائرات العدو الصهيوني تقصف قاعدة

للفدائيين على بعد 2 كم من المعهد! صاح بي أحد الطلبة: ألا تسمع صوت الطائرات وقنابلها؟ وتحدثنا عن أفلاطون!!

 

عندها أدركت الخلل في بُعد المناهج عن الحياة! كم يهمني في الوقت نفسه ما قاله الطالب عماد صلاح أبو زيد في حفل بِعيد المعلم

في العام نفسه؛ مخاطبًا المعلمين: علمتمونا أخوات كان، وصادرات البرازيل، ونواقض الوضوء… فمتى تعلموننا تكنولوجيا

النصر!!! متى تعلموننا كيف نهزم إسرائيل؟

إذن؛ ذهبت صرخات الطلبة وغير الطلبة، ولم يفعل أحد شيئًا! بل طالبنا المدارس – بالرغم مما حصل- الاستمرار في البرنامج،

وكأن شيئًا لم يكن، فالمناهج أولًا سواء أكانت وطنية أم غير ذلك!  طبعًا قد لا يلتزم كثير من المعلمين بذلك، لكن الوزارة طلبت

الاستمرار في تنفيذ مناهجها! وسأحدثكم عن بعض مناهجها!

 

(2) مناهج التربية الوطنية

 

في المناهج الحديثة للتربية الوطنية، والتي سيطر على تأليفها سياسيون، تم تعريف جذور الهوية الأردنية التاريخية، ولم تشِرْ هذه

الجذور إلى العروبة إطلاقًا، ولا إلى الجذر القيمي والثقافي، بل قالوا: إنها متجذرة في الأسرة، والدولة، ولا أدري كيف تتجذر

الهوية الوطنية  فيهما  وهي من تنشئ الدولة والأسرة،!!

 

وقد عرفت كتب التربية الوطنية الأردني نقلًا عن لسان مراسل صحفي، وعبر وسائل التواصل بأنه: من يحترم القانون، ويشارك

في القرار، ويحافظ على الوحدة الوطنية، وفي الختام؛ من يهتم بالقضايا العربية والإسلامية، والإنسانية. فالمراسل الصحفي،

ووسائل التواصل هو من يحدّد هويتي، ويتكرم علي بالاهتمام بالقضايا العربية وغيرها!

 

وفي كتاب التربية الوطنية للصف العاشر، غاب أي اسم أردني، أو عربي، بل أيّ فكر لمفكرين أردنيين وعربًا!

 

ورد عن معلمة لبنانية وضعت المسألة الآتية:

 

تمكن فدائي فلسطيني من قطع مسافة خمسين مترًا، في خمسِ ثوانٍ لإلصاق عبوة ناسفة على الدبابة الإسرائلية. احسب سرعة

الفدائي!

 

وهنا أشير لموقفين اثنين:

 

الأول؛ حين طلبنا ذلك في مناهجنا – حين كنا نعمل هناك مع د محمود المساد- وقلنا: نريد مسائل عن الحياة عن فلسطين! وقدمنا

أمثلة:

 

حين تضعون  للطالب شكلًا هندسيّا، ضعوا بداخله صورة وطنية، كقبّة الصخرة. أو جنديّا، أو أي رمز وطني؛ فشِلنا في ذلك وبقيت

كتب الرياضيات تتحدث عن عدد علب العصير، وكرتونات البيض، وعن موازنة بلدية قبل خمسة عشر عامًا! بل إن مترتبات ذلك

قادت المساد إلى المحكمة!

 

والموقف الآخر؛ وقد أشرت له في قرار الوزارة، باستمرار التعليم كما هو بالرغم من الجوّ النفسي للإجرام الصهيوني! إذن؛ ما

نزال بعيدين عن تعليم النصر!

 

(3) نموذج رجائي المعشر للتعليم

 

قدّم المعشر نموذجًا متقدمًا للتعليم، بعد شرح لفشل التجربة القومية والإسلامية، وقال بأن إصلاح التعليم يبدأ بإطار فلسفي عام يستند

إلى: بناء إنسان أردني، يؤمن بالمشاركة، وقيم العمل، ويعي تاريخ الأردن! طبعًا هذا إطار عام مقبول من سياسي رأى أن ذلك

يتحقق بأمرين: تأهيل المعلم، والتربية الوطنية!

 

وبتقديري؛ كان المعشر كمن يعالج مريض سرطان بحبة أسبرين!! ولكن يقدر له أنه الوحيد الذي تحدث بالتعليم حين صمت المئات

من محظيّي الدولة من أصحاب الألقاب، وأعضاء المجالس ممن لم يفعلوا شيئا غير الولاء الشكلي، والتأدب في الجلوس أمام

أصحاب القرار! المعشر فتح الباب؛ فليعبر التربويون إن كان لديهم شيء!

 

(4) متطلبات تكنولوجيا النصر

 

بناء على ما ذكره المعشر، فإنني سأتحدث باختصار عن متطلبات تكنولوجيا النصر، وهي:

 

-فلسفة النصر، وتستند إلى تعميق فكرة العروبة والقضية الفلسطينية، وهذا ليس إنشاءً، بل هو نصوص قانونية في الدستور وقانون

التربية والتعليم الأردني، الذي لم يتكرم أحد من العاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم

 

-ترجمته إلى كتبنا ومدارسنا!!

 

-قيادة تربوية تمتلك رؤية، ورسالة، وهذا ما لم ألمسه في أبناء السبيل. ولا رواد المناهج.

 

-أدوات تكنولوجيا النصر؛ المعلم والمنهاج المرتكز حول  محور النصر، والبيئة المدرسية، وقد سبق أن قلت:

 

  • تاريخ النصر.
  • جغرافية المعارك.
  • فيزياء القوة والضغط، والكهرباء.
  • كيمياء السلاح وحتى الغاز.
  • وشعر: فلسطين داري.
  • وموسيقا: أنا دمي فلسطيني.
  • ورياضيات سرعة انطلاق الفدائي.
  • والهندسة: قياسات النصر

هذه أدوات النصر، سواء أكانت في الكتب منهجًا رسميّا، أم منهجًا خفيّا، أم حتى نشاطًا صفيّا أم غير صفي!                          

تصفح ايضا

عاجل