لماذا تكون الاغتيالات ضد القادة من طرف واحد فقط ؟!

لماذا تكون الاغتيالات ضد القادة من طرف واحد فقط ؟!

نواف الزرو

الاغتيالات ضد القادة

في احدث وربما اخطر تطورات المشهد الصراعي على ارض فلسطين اقدام قوات الاحتلال على العدوان على اهلنا في غزة

مما اسفر عن استشهاد اربة واربعين فلسطينيا من هم ستة عشر طفلا واربع نساء فلسطينيات، وكذلك اقدامها على

سلسلة من الاغتيالات الخطيرة ضد قيادات فلسطينية بدأت بالقائدين تيسير الجعبري وخالد منصور ووصلت الى المناضل

ابراهيم النابلسي قائد كتائب شهداء الاقصى في محافظة نابلس، وتفتح هذه العمليات الاغتيالية الاجرامية الخطيرة ملف

الاغتيالات الصهيونية برمته، ولكنها تفرض طرح السؤال الاسترتيجي المزمن الذي يخالج كل الناس ليس فقط في فلسطين

الاغتيالات ضد القادة

وانما على امتداد الامتين العربية والاسلامية:

 لماذا تكون الاغتيالات-وهي مستمرة متواصلة منذ اكثر من اربعة وسبعين عاما  من طرف واحد…اغتيالات صهيونية….؟!

ولماذ لا تنجح كل الاطراف الفلسطينية والعربية المستهدفة بالاغتيالات الصهيونية في الرد عليهم او باصطياد حتى عالم 

او جنرال صهيوني واحد….؟!

ولما لا ييستطيع أحد معاقبة الكيان على جرائمه….!؟

العودة الى سياسة الاغتيالات

الى كل ذلك، فهم …قادة وجنرالات الاحتلال يرعدون ويزبدون ويهددون على مدار الساعة بالعودة الى سياسة الاغتيالات

ضد القيادات الفلسطينية في غزة أو في الضفة او في اي مكان آخر أو في اي وقت يشاءون ويحددون….؟!، كما يهددون بل

وينفذون اغتيالات في مختلف الساحات ضد القيادات والعلماء والمفكرين الفلسطينيين والعرب….!؟، وهم على هذا النهج بلا توقف

منذ استشهاد المجاهد عز الدين القسام في 1935/11/20، ولذلك يمكن ان نقول أن السؤال المزمن في الوعي الفلسطيني

والعربي: لماذا هم يهددون وينفذون ويغتالون دائما بينما نحن المقاومة الفلسطينية او اللبنانية او العربية في اي مكان عجزنا

ونعجز حتى اليوم عن اصطياد واغتيال اي قائد-مجرم منذ ما قبل النكبة وحتى اليوم-باستثناء عملية الاغتيال التي نفذتها وحدة من

الجبهة الشعبية ضد الجنرال الصهيوني رحبعام زئيفي …؟!.

سؤال استراتيجي على اجندات كل القوى وفصائل المقاومة….!

دولة اغتيالات

لنصبح بالتالي في ضوء ذلك أمام مشهد إرهابي إسرائيلي واضح المعالم والخطوط والأهداف، وأمام سياسة اغتيالات إسرائيلية رسمية

ومشرعة من قبل أعلى المستويات السياسية والقضائية والأمنية الإسرائيلية، ولتتبلور سياسة”إطلاق الرصاص باتجاه عناوين محددة “،

ولتغدو ” النخب والقيادات الفلسطينية أو اللبنانية او العربية المقاومة كلها عدواً في دائرة التصويب والقنص”، لنتوقف في الخلاصة المكثفة

المفيدة اننا عملياً أمام دولة اغتيالات ” تقوم باغتيال الفلسطينيين بشكل منهجي ومبرمج وبدون محاكمة وبدون سماع شهود وبدون شهود دفاع .

. هذه هي حقيقة الوجه الاسرائيلي وحقيقة “دولة إسرائيل” لمن يصر على التهرب من مواجهة الواقع وطبيعة الصراع..!.

فالحرب الصهيونية مستمرة ببالغ الاصرار الاجرامي على الفصائل وعلى القيادات والرموز النضالية الوطنية الفلسطينية وغيرها..

والهدف الكبير: التصفية الجسدية لكبار وشيوخ الجهاد والنضال .. والهزيمة المعنوية والارادية للشعب الفلسطيني ولبيئة المقاومة

في الفلسطينية والعربية وفرض الشروط والاشتراطات السياسية والامنية الصهيونية عليهم..

اغتيال فلسطين وتهويدها بالكامل

والهدف الاكبر والابعد: اغتيال فلسطين وتهويدها بالكامل من المية للمية، على حساب اغتيال المشروع الوطني الاستقلالي الفلسطيني.

غير ان حسابات الحقل لا تأتي على قدر حسابات البيدر لديهم، فرغم جرائم الاغتيالات المفتوحة من القسام الى ابراهيم النابلس

مرورا بمئات الشهداء الذي سقطوا اغتيالا، فان الشعب الفلسطيني يغدو دائما اقوى وأشد صمودا واصرارا، ويؤكد ان حالة الاشتباك

مع هذا المشروع والكيان الصهيوني الاجرامي مفتوحة عابرة للأجيال والأزمان حتى هزيمة ذلك المشروع والكيان وتحرير فلسطين

كاملة من براثنهم.

الاغتيالات ضد القادة

ولكن يبقى السؤال الكبير اعلاه على الاجندات كلها: لماذا تعجز حركات المقاومة حتى الآن عن اصطياد اي قائد او جنرال صهيوني مجرم كما ينجحون هم باصطياد واغتيال من يريدون…..؟!

كاتب فلسطيني

nawafzaro@gmail.com

تصفح ايضا

عاجل