قصف متواصل

قصف متواصل

طلعت شناعة

تتعثّر في حياتك بـ»كائنات» من الجنسين،تصرّ ان تحشر «مناخيرها» في ادقّ تفاصيلك. ولا يهمّ هؤلاء إن كنتَ «مستعجلا» او «واقفا» تنتظر «السرفيس»

او جالسا في مقهى او ندوة او مسيرة سلمية او حتى في مكان عملك او كنتَ تنتظر آذان المغرب.

يُمطرونك بأسئلتهم «الحادّة»،حول «كل شيء» في حياتك من تسريحة شَعْرك الى نوع قماش بنطلونك الى اسم حماتك

وعدد حبّات الرزّ التي تستهلكها أُسرتك بالشهر واليوم والسنة.

وقد اشتكت السيدة»س» من اصرار هذه الكائنات على التدخّل في شؤونها الخاصة،ولما حاولت «التملّص» منهم،اتهموها بـ» التكبّر»

و» التعالي» وانها «مزاجية».

أما العبد الفقير ،فقد عانى وما يزال يعاني من تكاثر هؤلاء حوله ،تماما مثل تكاثر الذباب في فصل الصيف.

هم يريدون معرفة كل ما يخصني.والغريب انني وبحكم ،طبيعة ،عملي، أتعرّض للاحراج عندما «أرتكب جريمة» واسأل الشخص»عفوا،

مين حضرتك»؟فيبدأ بقصفي بـ»كيماوي/ الكلام»، مستخدما عبارات مثل: طبعا،ما انت صرت مشهور ونسيت ايام المدرسة

وايام سندويشات» المجدّرة» اللي كنا نوكلهاسوا؟

طيب،يا عمّي انا تارك المدرسة،قبل (مليون سنة)،كيف تريدني ان اتذكّر «كل اولاد صفّي»،وكانوا 40 طالبا؟

ـ لا أنت متكبّر.

واحيانا يُمطرك بتعليقات لها علاقة بالبصل والثوم مثل»طبعا،كبر البصل وتدوّر ونسي زمانه الاول».

أي زمان،يا أخي،انا يادوب متذكّر ماذا تعشيت امبارح!

الاماكن العامة والمناسبات،هي «البيئة» المفضّلة لهؤلاء. وذات يوم كنتُ اقف مع زميلة ننتظر « السرفيس» وكانت الدنيا «زخّ مطر».

وقفت خلفنا فتاة،لانعرفها،لكن»السرفيس اللعين» جمعنا بها. ولم تكد زميلتي تقول لها «مرحبا»،حتى «قصفتنا» بوابل من الاسئلة،مثل»

مين هاظا اللي معك»( انا صار اسمي هاظا.. اللعنة ) .. بعد 30 سنة خدمة صار اسمي «هاظا».

هذه النوعية ،مصابة بأمراض «اجتماعية ونفسية».وغالبا يعانون من «عقد النقص» ومنهم من اعتاد على «الدّلَع»،فاعتاد ان «يحشر

ويستبيح خصوصية الاخرين».

وعادة ،ما اشكّ بهؤلاء،واعتبرهم «جواسيس» في «حدا مسلّطهم عليّ». فأضطر للاختصار،وادّعاء» الانشغال» وان « وقتي ثمين»،

وغالبا ما ابدأ بالنظر حولي بحثا عن «حذاء» او «صندل» او «حفّاية» للردّ على هؤلاء.

فاقصفهم»رميا بالاحذية ام بالصنادل».

تصفح ايضا

عاجل