صلاح أبوزيد رحل ..”دقات الساعة”  توقفت!!

صلاح أبوزيد رحل ..”دقات الساعة”  توقفت!!

 

 

 

صلاح أبوزيد رحل ..”دقات الساعة”  توقفت!!

 

كتب / سالم فاهد اللوزي

 

مين صلاح أبوزيد؟!

سؤال بريئ لكنه كان يزعجني!!

 

ولو أنه  من شخص ربما مورس عليه كافة أنواع التجهيل بتاريخ بلده

 

ومن ضمنها صانع إعلام بلده في أحرج الأوقات 

 

هكذا يرحل عنا عملاق الإعلام الأردني بعيداً عن “هنا عمان”!!!

 

وربما يصل جثمانه بعد أيام !!

 

وصلاح أبوزيد الذي لا أعلم من أين ابدأ الحديث عنه

 

وبغض النظر عن التجاذبات وتداخل التيارات السياسية في شخصية “ابوعماد” ألا أن صلاح أبوزيد يبقى محسوب على الوطن والدولة

الأردنية

 

فهذا الشاب الذي خرج من بيت متواضع في أربد شق طريق المجد واختصر المسافات من اربد لدمشق للجامعة ومن ثم لقطاع التعليم

ثم إلى الإعلام وأمريكا ليصبح سيد الإعلام الأردني ولا أعتقد ان شخص قبل أبوزيد او بعده أثرى الإعلام الأردني كما اثراه شخص صلاح أبوزيد

 

أنه طاقة عجيبة كان وزارة بحد ذاتها حتى ان مبنى وزارة الإعلام على الدوار الثالث الذي تم هدمه للأسف كان يوحي  بعد مرور الزمن

بأنه مبنى صلاح أبوزيد  

 

كان ارتجالياِ وصوته وضع حد لاعلام القاهرة وصوت العرب 

 

كان يرد الحجة بألف ويجعل أحمد سعيد حائراً أمام ألة صلاح أبوزيد رغم عدم المقارنة بالإمكانيات لكن الأردن كان على حق وكان صلاح

أبوزيد أخر شخص مثل إعلام الدولة عندما كنا وكنا !!! 

 

ابوعماد الذي كان موظف بمكتب رئيس الوزراء في خمسينيات القرن الماضي ابتكر طريقة جديدة بتلخيص الأخبار بفنية لم تكن قبله مما

جعل مكتب رئيس الوزراء في حالة استخلاص لجميع أخبار العالم شبه يومي وذات يوم زار الملك الرئاسة ووضعه رئيس الحكومة بصورة

الوضع من خلال الإعلام الإقليمي والدولي مما لفت نظر الملك 

 

فقال للرئيس كيف لك ان تجمع هذا بشكل يومي؟! 

 

فقال له رئيس الحكومة وعلى ما أعتقد أنه سمير الرفاعي حينها بأن هناك موظف بالرئاسة يقوم بهذا العمل فطلب الملك ان يحضر هذا

الموظف وعند حضوره طلب منه الملك ان يلقى الملخص الإعلامي فسرده صلاح أبوزيد بطريقة شيقة نالت إعجاب الملك فطلب الملك

من رئيس الوزراء بأن يلحق صلاح أبوزيد بالديوان الملكي وكانت نقطة بداية مسيرة رجل الإعلام الفذ

 

لتكتمل صورة رجل إعلام جمع بين السياسية والإعلام والثقافة والفن وانضم ببداية الستينيات لمعركة إعلامية بدأت بمنتصف الخمسينات

تحمل وزرها هزاع ووصفي اللذان اسسا الإذاعة ووضعا حجر الأساس للإعلام الوطني لمواجهة الموجات المسعورة التي تستهدف الأردن

وضم وصفي أبوزيد لهذه الحلقة بنهاية الخمسينيات ليبدع ويخرج ببيانات مازال صداها ليومنا هذا !! 

 

 

“وصفي وصلاح” 

 

ولكن التجادبات السياسية بالأردن مابين تيار وصفي بالستينيات والتيارات الأخرى أثرت على أبوزيد وجعلته ضمن سياق التيارات الأخرى

لكنه بقي رجل وطن وصوته عالياً يتحلى بكبرياء الأردني وأتخذت حكومة وصفي التي لم يكن أبوزيد عضو فيها عام ٦٥ قرار تأسيس التلفزيون

الأردني وتم وضع حجر الأساس وبقي السير بذلك طوال حكومة وصفي وقطعت الشوط الأطول بذلك لكنها استقالت في العام

٦٦ َوادخلتا بحرب ال٦٧ واكملت ماتبقى من مشوار التلفزيون حكومة كان أبوزيد عضوا فيها وابدع في تكملة مشوار التلفزيون الذي

افتتح عام ٦٨ إلى ان بدأ الصمت الذي أصاب إعلام الدولة عام ٦٩ / ٧٠ والذي ناقشته مع أبوزيد وساتطرق له لاحقاً!! 

 

“كبرياء أبوزيد” 

 

طار يوماً صلاح أبوزيد لدمشق برسالة من الملك حسين إلى الرئيس الأسد وكانت العلاقات متوترة وعند وصوله دمشق اتضح له بأن

الأسد كلف شخص آخر للقائه فاعترض بشدة وقال انا قادم لألتقي الأسد وغير ذلك سأعود ادراجي  وبالفعل تغير الموقف والتقى

الأسد وقال له قبل السلام….. مالي أرى دمشق غابرة ونهر بردى بدأ يجف !!! 

 

كذلك اصطدم مع أحد الإعلامين الرسميين المصريين الذي استخف بالإعلام والفن الأردني فأجابه أبوزيد ( انتم تقولون باغانيكم يمه

القمر على الباب…. ماهذا الخيال؟! 

 

وما هذا الغزل المائع؟! 

 

نحن نقول ( يالمرتكي عالسيف لحظك جرحني) 

 

فانظر كيف نخلط بين الفروسية والغزل وهذا لا علاقة لكم به!! 

 

 

( نهاية لايستحقها) 

 

استمر أبوزيد سياسي إعلامي لامعاً حتى عام ١٩٧٨ عندما كان سفيراً في لندن حيث كان أحد رؤساء التيارات السياسية يصطاد

بمسيرة أبوزيد ونجح بتجميد حياة ابو زيد السياسية وأخرجه من الحياة العامة وعن هذه المرحلة قال لي أبوزيد لقد أدركت معنى

غياب وصفي!!!!

 

(أنا وصلاح ابو زيد) 

 

عاد أبوزيد يمارس حياته الإجتماعية والفكرية بعد فترة ليست بقليلة وكنا نلتقي عنده وتزاملت معه بالمنتدى العربي تحت رئاسة

حمد الفرحان وكنا نذهب لبيته ونتحدث ونتحاور وذات يوم بعدما اسسننا جريدة الميثاق ذهبت إليه وقلت له أريدك ان تشترك في

جريدتنا فشاط غضباً قائلا لي أ جننت انت؟!

 

قائلا لي ( أنا من صنع الإعلام بالأردن ويفترض بكم ان تضعوا النسخة أمام بيتي حتى تعرفوا رأيي وليس صلاح أبوزيد الذي يشترك )

!!!

 

فضحكت وازداد غضبه حيث كان يتناول طعام الإفطار بطريقتة المميزة  على عربة تأتي بها خادمة لصالونه 

 

فقال لي لماذا تضحك

 

فقلت له (بدك تشترك ومارح اجيبلك الجريدة اذا ما اشتركت)

 

تعرف ليه؟!

 

فقال ليه يافصيح

 

قلت له لأن هذا الخط هو الذي سيكتب عنك وعن الأردن وسينصفك يوماً ما !!

 

وصمت وطال صمته

 

وقال لي سأشترك

 

واشترك ومازلت احتفظ بقسيمة اشتراكه

 

وبقيت اتردد عليه وكنت التقي عنده بالمرحوم عاكف الفايز وبعيداِ عن السياسة عاكف كان شيخ وكنت أحبه وكذلك المرحوم جودت

السبول ومروان القاسم وغيرهم وكان حديث أبوزيد جميل وذو برتكول مميز وعندما توفيت المرحومة سعدية الجابري واقمنا لها عزاء في

عرين

وصفي جاء أبوزيد ووقف معنا وحاولت حينها ان اخفف من الحدة بينه وبين المرحوم مريود التل ونجحت وقتها واقتربت منه وهمست بإذنه

 

ماذا يعني لك هذا المكان؟!

 

فقال لي انت سلطك الله علي.!!

 

ومع هذا وذاك بقينا معه إلى ان عاد للديوان الملكي بنهاية التسعينيات وهاتفه الملك بعد غياب طويل وعينه مستشار له واستسر لي

يومها قائلا لقد هاتفني الملك وسوف أعود مستشار له

 

وبقي كذلك لبداية عهد الملك عبدالله الثاني ومن ثم اعفي من منصبه وبعدها ذهب خارج الأردن مستشار للشيخ زايد  يعود إلينا كل صيف

وننتظر مجيئه بشغف وكنا نلتقي عنده وكان يأتي الدكتور منيب الور والدكتور تيسير عماري ويطل علينا بشكل مستعجل المحامي فيصل

البطاينه

صلاح أبوزيد رحل

ليغيب عنا ويتقدم بالسن ونسمع انه مريض لكن لانراه إلى ان فاضت روحه إلى بارئها بعيداً عن اربد مسقط رأسه وعن عمان التي دافع

عنها وسيوارى الثرى في “سحاب”

 

وسوف أذهب لاودعه وساكتب عنه مراراً وتكراراً

صلاح أبوزيد رحل

تصفح ايضا

عاجل