سيرة ” أحلام ” و ” الأب ” و ” الجزائر “

سيرة ” أحلام ” و ” الأب ” و ” الجزائر “

 

* طلعت شناعة 

سيرة ” أحلام ” و ” الأب ” و ” الجزائر “

يقول العرب ” كل فتاة بأبيها مُعجبة ”

وهذا ما ينطبق على الكاتبة المعروفة أحلام مستغانمي في أحدث اصداراتها والذي حمل عنوان ” أصبحتُ أنتَ “.

وفيه صفحات لا يمحوها الزمن وحوارات وتاريخ وهواجس من الماضي من الابنة ” أحلام ” تجاه الأب .. المناضل القديم محمد الشريف .

وتستعين الكاتبة برشاقة كلماتها لترسم لنا صورة لمرحلة ما بعد استقلال الجزائر.. حيث يذهب ( الأب ) ضحية صراع أبناء الثورة

وما بين لجوئه وعائلته الى تونس وتعرضه للسجن ودخوله الى المستشفى او المصحة النفسية حيث تتداخل مشاعره بين المفاخرة بإنجاز الثورة وما تلاها

من اختلالات سياسية وقهره لما بعدها حيث جاءت مرحلة ” الارهاب ” ليعيش الجزائر معاناة ممتدة بين زمن ” الاحتلال / الفرنسي ” والاستقلال ” .

وما تبع ذلك من ” فوضى ” للحواس ” السياسية وأبناء الثورة الذين تحوّل بعضهم إلى ” مخبرين ” للنظام للتنكيل برفاق الماضي.

الابنة / الكاتبة ، التي عادت إلى وطنها الجزائر بعد 9 سنوات من اللجوء القسري تعبر عن ” أحلامها ” أيام المَدرسة الابتدائية والثانوية

وتعلمها اللغة العربية على أيدي معلمين جاءوا من مصر والعراق والأردن وسوريا والدول العربية دعما للبلد العربي الذي عانى سنوات طويلة من الاستعمار الفرنسي.

فنجدها ” الابنة/ الكاتبة ” تارة تلجأ للغة الرومانسية حيث بدأت تكتب الشعر في مراهقتها وبروز موهبتها ،

وصولا إلى اصطدامها بالواقع مع( مديرة المدرسة الثانوية ) التي تخيّرها بين عملها بالاذاعة وبين اكمالها التعلم..

ثم رفض الجامعة لإكمال دراستها العليا، فتكون باريس وجامعة السوربون هي الحل وتحصل على الدكتوراة بعلم الاجتماع.

وما بين ” السخرية ” من تناقضات الحالة الجزائرية نجد رومانسية المشاعر برهافة الإحساس

من الابنة تجاه الأب المريض والام المسكونة بالم الزوج / الغائب/ الحاضر.

ولا أخفيكم، أنني مع آخر صفحات ” أصبحت أنت ” شغرتُ بدمعة حزن على معاناة البلد/ الجزائر

ومعاناة الأب وأسرته ومثلها ملايين العائلات التي دفعت ثمنا غالياً.. جدا .

انه كتاب يضيف الكثير لتجربة صاحبة “ ذاكرة الجسد ” و” فوضى الحواس ” وما تلاها من روايات شغلت قراءها بالوطن العربي.

سيرة ” أحلام ” و ” الأب ” و ” الجزائر “

تصفح ايضا

عاجل