* طلعت شناعة.
ربما لا يعرف أحد في الاردن ولا العالم العربي الدكتور زياد محمد الزعبي ك ” كاتب روائي ” رغم شهرته ك ” طبيب عظام “..
وهو ما يشعر به كل من قرأ روايته الصادرة منذ أيام ضمن مشروع وزارة الثقافة ” مكتبة الاسرة ” والتي تحمل عنوان ” من حوران إلى حيفا “.
وبالنسبة ، هذا ما قلته للمؤلف حين التقيته صدفة ب ” المكتبة الوطنية ” : شو جابك ع حارتنا .. الرواية وعالم الأدب؟
ردّ مبتسما وبكل تواضعه : كانت فكرة وشجعني بعض الأصدقاء وانا لم يسبق لي أن فكرت بدخول عالم الكتابة بشتى أنواعها
سواء الشعر او القصة او الرواية او غيرها.وأضاف: انا كتبت عن رحلة والدي …. بكل عفوية.
” تجربة شخص ” محمد الذياب “
وفي اليوم نفسه، يوم اللقاء، قادني الفضول للاطلاع على ” تجربة شخص ” محمد الذياب ” ” البسيط الذي يخوض مغامرة السفر من قريته ”
حريما ” شمال الاردن إلى مدينة ” حيفا ” عبر قرية ” سمَخ ” وبالتّرين / القطار من اجل تحقيق ” حلم المستقبل ” بعد ان تفوق في الصف الرابع ابتدائي
وقرر مع سبق الاصرار والترصد وبعيدا عن رغبة ابيه ، الذهاب الى فلسطين التي كانت ” في زمن الرواية ” في الثلاثينيات من القرن الماضي ،
تبعد مسافات طويلة في ظل مسير على البغال والحمير.
الرواية والأحداث مشوّقة لدرجة أنني لم أدعها طيلة اسبوع من القراءة اليومية ، دون أن أنسى وانا اتعامل معها كقارىء
وكاتب ان صاحبها روائي “هاوِ ” وليس ” محترفا “.
وتجاوزتُ كثيرا من التفاصيل التي يذكرها محترفو كتابة الرواية.
ورغم استمتاعي بالقراءة والغوص مع ابطالها سواء ” الاب ” بشخصيته الصارمة والمحبوب من أهل القرية وأقاربه
وكذلك ” الام” المنشغلة بإعداد الطعام لأبنائها وبمساعدة زوجات أبنائها وباقي الشخصيات في القرية وفي حيفا،
لم ادرِ لمَ لم يذكر المؤلف اسم قريته ..حريما مكتفيا بذكرها ك ” القرية .. “.
نكبة فلسطين وثورة الشيخ عز الدين القسّام
خاصة وأن الرواية تتعامل مع نكبة فلسطين وثورة الشيخ عز الدين القسّام ومشاركة ابطال من” شرق الاردن ” في النضال ضد الصهاينة
والانجليز في الثلاثينيات والاربعينيات، واستشهادهم مثل الشهيد محمد الحنيطي وأبناء من ” حوران ” وغيرهم.؟ مع إخوانهم أبناء فلسطين .
التسلسل الروائي ممتع وجذّاب ، ( وانا اكتب انطباعات وليس نقدا ) وكذلك أداء الشخصيات وإبطال الرواية الذين يذوقون
عشقا بثرى الاردن وفلسطين .
هذه الرواية مهمّة للأجيال الحاضرة والقادمة لكي يعرفوا ويثرون معلوماتهم عن وحدة الشعب الفلسطيني
الأردني والسوري حيث جاء ” القسام ” من ” سوريا ” لطرد الإنجليز واليهود من فلسطين.
وحسنا فعلت وزارة الثقافة باختيارها ضمن ” مكتبة الاسرة ” لتقدم للتاريخ والأجيال حكاية الحب بين الاردن وفلسطين.