حزب الشراكة والإنقاذ على صفيح ساخن..!

حزب الشراكة والإنقاذ على صفيح ساخن..!

 

 

كتب الفريق الركن متقاعد موسى العدوان

حزب الشراكة والإنقاذ على صفيح ساخن..!

 

استمرأت الدولة العميقة (Deep State) خلال الأشهر الماضية ممارسة فنونها في الضغط على أعضاء حزب الشراكة والإنقاذ، لإجبارهم على الانسحاب منه،

وتعطيل عملية “تصويب وضعه”، من حيث العدد المطلوب لمنتسبيه. وراحت أذرعها الخفية،

بالعمل على ترهيب بعض أعضائه، لكي يقدموا استقالاتهم وينفصلوا عن للحزب.

 

وإذا ما عدنا إلى عبارة “تصويب وضعه”، الذي اخترعته الهيئة المستقلة للانتخاب -واجهة الدولة العميقة- سنجد أنها عبارة تعجيزية لغاية في نفسها،

يؤكد ذلك رفع عدد أعضاء الحزب -أي حزب في الأردن- من 150 إلى 1000 عضو.

 

ومن المعروف أن أي قانون جديد لا يسري بأثر رجعي على ما سبقه. ولمن لا يعرف من القراء الكرام، سبب مناصبة الدولة العميقة،

هذا العداء السافر لحزب الشراكة والإنقاذ، اسمحوا لي باستعراض بعض مبادئه، ونحكم عليه أو له.

حزب الشراكة والإنقاذ يقوم على مبادئ وطنية

 

حزب الشراكة والإنقاذ، هو حزب أردني المولد والنشأة والانتماء، يُموّل من جيوب أعضائه وليس من مصادر داخلية أو خارجية،

ويقوم على مبادئ وطنية من أهمها: العمل تحت مظلة الدستور الأردني، الأمة مصدر السلطات، تلازم السلطة والمسؤولية، الفصل بين السلطات،

تداول السلطة، الديمقراطية والحرية المنضبطة، الاهتمام بدور المرأة والشباب في بناء الدولة، وغير ذلك..

 

فهل هذه المبادئ تتعارض مع مبادئ وأفكار الهيئة المستقلة للانتخاب ومن يقف خلفها ؟ وهل تخالف ما تحدث فقهاء القانون والمنظّرون المفوّهون،

الذين صدعوا رؤوسنا بأحاديثهم على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، وهم يحثون الشباب والشابات على الانتماء للأحزاب، بينما معاول الترهيب،

تعمل من جانب آخر لمنعهم من الانتماء للأحزاب التي اختاروا الانتساب إليها ؟ ثم ألا تتوافق هذه المبادئ مع تصريحات وأوراق جلالة الملك النقاشية،

التي منها ما يلي :

  • بتاريخ 2 آذار 2013 قال جلالته: “إنني آمل حقيقة بأن تتقدم عملية تشك الأحزاب، وتتطور بأسرع وتيرة ممكنة خلال السنوات القادمة،

وعليه فإنني أشجع جميع أبناء وبنات الوطن على المشاركة في بناء نمط جديد من الأحزاب البرامجية الممثلة،

والقائمة على قواعد شعبية واسعة، من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا”.

 

  • وفي مقابلة مع صحيفة الرأي الأردنية بتاريخ 24 تموز 2022 قال جلالته: “أعتقد أن الدولة بكل مؤسساتها، وكذلك حالة التوافق الوطني من خلال إقرار التشريعات،

وجهت رسالة جدية لها أصل دستوري وقانوني، تدعو الجميع للمشاركة في العمل الحزبي، الذي لا أقبل إعاقته أو مضايقة منتسبيه،

من أي جهة كانت، طالما أن هذا العمل لا يخرج عن القانون”.

 

  • بتاريخ 26 تموز 2022 دعا جلالته خلال لقائه رؤساء الجامعات الرسمية في قصر الحسينية، أن يكون الشباب الجامعي جزءا أساسيا في عملية التحديث السياسي،

والانخراط في العمل الحزبي البرامجي، والعمل بشكل مؤسسي لمنع وضع أية حواجز أمام الشباب في المشاركة بالحياة الحزبية”.

الحزب على صفيح ساخن 

وتأسيسا على ما تقدم، ألا يشكل الضغط الذي تمارسه الدولة العميقة بمختلف أشكاله، على أعضاء حزب الشراكة والإنقاذ بشكل خاص، إعاقة ومضايقة لمنتسبيه،

ويضع قيودا وحواجز أمام مشاركة الشباب بالحياة الحزبية، كما أرادها جلالة الملك ؟ ولماذا تضع الهيئة المستقلة للانتخاب هذا الحزب على صفيح ساخن

يخالف التوجيهات الملكية، وترفض تصويب تمهيدا لحلّه ؟ علما بأنه حاصل على الترخيص الأساسي،

من حكومة المملكة الأردنية الهاشمية منذ خمس سنوات، إلاّ إذا أعتبر المعنيون أن تلك الحكومة من كوكب آخر.

 

وأتساءل اليوم: هل ستغلب الحكمة على سواها، ويتراجع المعنيون عن خطيئتهم في عدم الموافقة على تصويب وضع حزب الشراكة والإنقاذ،

وإعادة القطار إلى سكته الصحيحة؟ أم سيمضون في السير على سكتهم الخاطئة، ليسجلوا سابقة مؤسفة في تاريخ أحزاب الوطن؟؟؟

 

ختاما أدعو الله أن يهدي المسؤولين في الدولة العميقة وفي الدولة الظاهرة على السطح إلى سبيل الرشاد،

وأن يلهمنا في حزب الشراكة والإنقاذ، الصبر والتقوى مصداقا لقوله تعالى:

{ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }

 

تصفح ايضا

عاجل