اوراقي مع وصفي التل(2)

اوراقي مع وصفي التل(2)

اوراقي مع وصفي التل(2)

وصفي مشروع يصعب استيعابه

 

كتب / سالم فاهد اللوزي 

وصفي مشروع يصعب استيعابه

لقد قاد وصفي مرحلة ماقبل حرب حزيران عام ٦٧ بمنتهى الجرأة والحكمة والذكاء واصطدم مع قوى إقليمية ودولية وتيار داخلي

خفي في الأردن كانت تريد جر الأردن للصدام العسكري اامبمر مع الكيان الصهيوني لكن وصفي بقي على موقفه بأن اي صدام

عسكري مبكر ستكون نتيجته ان نخسر أراضي ال٦٧ بما فيها القدس لكن تجييش الشارع بالعواطف وعدم الأخذ بتوصيات القيادة

العسكرية الموحدة التي كان وصفي ينسق معها بعدم الصدام لحين الإستعداد كلها عوامل جعلت الأردن يقع تحت ضغوط ازاحة

وصفي عن المشهد كرئيس وزراء ووزير دفاع وتم تعينه رئيساً للديوان لاستعيابه لكن وصفي موقف ومشروع لايمكن اختزاله

واستيعابه بمنصب او مشهد!!

 

وعندما اشتدت الأمور وأصبح وصفي يرى ان دخولنا الحرب واقع ولامحالة دون ذلك قدم استقالته الشهيرة والتي قال بها حينها

( كل من يتنازل عن شبر من فلسطين فهو خائن) َمن َوقتها بدأت تتشكل المرحلة الجديدة من حياة وصفي السياسية والنضالية

بطريقة تختلف عن المراحل السابقة

 

اوراقي مع وصفي التل……. قريباً

********************

 

هذا قد نشر موقع “الطليعة نيوز ”  الحلقة الاولى من :

أوراقي مع وصفي التل (1)

قبل ان نتجرع السم ومرارة الضياع

 

كتب / سالم فاهد اللوزي

 

“يحق لي”

 وبكل جدارة واطلاع أن أطلق على مرحلة ما بعد وصفي  مرحلة تصفيتنا !!

رغم كل الألوان الزاهية التي البسونا إياها !! 

 

“انا عندما أشتاق” 

 

أكاد أن أراك َوجه لوجه وليس من خلف زجاجة 

أنطق فكلما رأيتك زاد الحمل علي 

سيدي القائد أكثر من نصف قرن وأنا لم أستطع قول الحقيقة كاملة 

ودمائك تطاردني !! 

وصورك وكلام الليل والوحدة 

أنا الوحيد الذي اسهر معك كل يوم 

لقد حاصرتني الحقيقة َوتريد أن ترديني قتيلاً 

انقذني ان تكرمت!! 

ماذا لو نطقت بالحقيقة كاملة؟! 

هل سيغضب الوطن 

وهو في حالة مرض شديدة الآن لايحتمل!! 

ماذا لو افصحت عن دوائر بيروت والقاهرة وعمان والأجهزة الاستخبارية الغربية ؟! 

ماذا لو افصحت عن ذاك الطويل الأصفر؟! 

أو ذاك المرقط؟!  – أوراقي مع وصفي التل

او صاحب الشنب الأسود الداكن كما قلبه؟! 

ماذا لو قلت لهم أنه لايوجد اي شخص حاول منعك من السفر؟! 

ماذا لو قلت لهم عن “ابوجميل” ناصر أنه هو الوحيد الذي حاول يمنعك من السفر!!!! 

اقرأ أيضا:  في 63 لاستشهاد هزاع المجالي

ماذا لو قلت لهم عن البرقية؟! ،ماذا لو قلت لهم عن الحجرة التي أطلق منها الرصاصة القناص في القاهرة

ومن كان يستخدمها ؟! ،ماذا لو قلت لهم عن التنسيق الاستخباري العالي المستوى ؟! 

ماذا لو أقول لهم أن دراسة استخباريّة كاملة حصلت عليها 

ومراقبة حثيثة عليك أوصت بأن اغتيالك في عمان سيكون فاشل !!! 

ماذا لو اقول لهم عن الحرس وزيادة ونقصان الحرس !! 

اقرأ أيضا: ذكرى اغتيال الشهيد وصفي التل تصادف الثلاثاء

ماذا لو اقول لهم عن كأس الشاي المعتق في ليلة سفرك 

ومن تناوله مع من ؟! 

ماذا لو اقول لهم انك ترددت للحظة وتوقفت عند المدينة الرياضية وكتبت اخر ما تريد كتابته ؟! ،ماذا لو أفصح لهم عن ما تحدث

لي به مسؤول الشرق الأوسط الأمني؟! 

وكم هو يعيش عذاب الضمير 

ماذا لو افصح لهم عن من جاءني لبيتك باكياً نادماً؟! 

لقد عانيت الأمرين سيدي 

وحملت ما لا تحمله الجبال 

وأنت السبب !! 

ولا استطيع ان اسامح نفسي ولا انت قادر أن تطلق سراحي !! 

انت يا “وصفي” حكاية لا أعلم من أين ابدأ بها 

ولا من أين انهيها 

وكل يوم اقول اليوم وتمضي السنون 

هل هو أنت ام أنه الأردن وخصوصيته وجراحه!؟! 

أم أنا ؟! 

يابه “وصفي” 

مازلت احتفظ حتى بتلك العصا التي احتفظت بها عندما دخلت لمكتب “هزاع” بعد اغتياله لأنه كان يتكئ عليها 

وانت اخذتها من بين الحطام حتى تبقى ذكرى !!.

وأنا لا يوجد ما اتكئ عليه 

جميعهم تخلوا واضاعوا الحقيقة ولم يواجهوني !! 

حتى افضلهم كان يقول لي تحدث انت!! 

وفي يوم من الأيام أرسل لي رئيس وزراء سابق مرسال مع أحد الأصدقاء يقول ارجوك تدخل عند سالم اللوزي حتى لا يحرجني في موضوع وصفي!! 

فأنا لااستطيع الحديث والبوح عن مافي جعبتي !! 

لقد تصارعت حتى مع شقيقك “مريود” رغم حبي وولائي له لأنني لا أريد أن تغيب الحقيقة!! 

فكثير من أوراقك بجعبتي انقلها من مخبأ إلى مخبئ  وكل يوم افكر اين سأجد لها مخبئ جديد وهذا له عقود طويلة!! 

ما اقساك علي 

حتى عندما أراك في منامي تحثني على الحقيقة 

وصفي دمائك تطاردني 

وأنت كذلك 

فما الذي رماني في حوضك 

أنه الإرث الثقيل الذي لايعرف الناس بضعاً منهُ!! 

يابه “وصفي” يابه

 

تصفح ايضا

عاجل