المواطن الأردني واللاءات الثلاث

المواطن الأردني واللاءات الثلاث

 

 

 

سهير فهد جرادات

 

المواطن الأردني واللاءات الثلاث

لا تحكي، لا تشكي، لا تبكي .. هذا الثالوث أصبح يكبل المواطن الأردني، حتى بات عدم الالتزام بهذه اللاءات الثلاثة عنواناً للتمرد والتشكيك

والخروج عن النص …

ووصلنا الى مرحلة ؛ “إذا حكيت يا ويلك، وإذا ما حكيت يا ويلك، إذ يتم تفسير سكوتك (أفظع) مما لو حكيت،

وسكوتك محسوب عليك، وانفعالك مردود عليك، و تعابير وجهك مرصودة، وتحاسب على إبتسامتك “.

ليس صحيحاً أن نتحدث بما يعجبك، ويرضيك !!.. الديمقراطية أن تمارس حرية الرأي والتعبير دون قيود، لتعبر عن (قلقك وألمك وغضبك) ..

ممارسة الديمقراطية (حق) وليس إملاءات بالمنح أو بالمنع بقرار ؛الصبح مقموع، والظهر مطحون،

والمغرب مسحوق، وفي عتمة الليل وداخل الغرف المغلقة ديمقراطي.

للمعلومة، نحن شعب لا يعمل بكبسة زر، يتم الضغط على زر التشغيل إيذانا بالكلام، وزر الاغلاق لإسكاتك عندما يريدون،

وعما يريدون، وزر تثبيت على (حالة الفرح)، أو (حالة الحزن)!

ليس صحيحاً، أن جميعنا في حالة تناغم، وعلى الوتيرة نفسها، ونحمل المشاعر والتطلعات والتوجهات ذاتها، جميعنا إيجابيون،

ولا يوجد بيننا سلبي .. لأن (التنوع مطلوب) والمحافظة عليه واحترامه ضرورة، ولو أسقطنا ذلك على الطبق الأردني الأكثر تميزاً (المنسف)،

الذي رغم (عشقنا) له، فإننا بعد تناوله يومياً، يصبح البحث عن (النواشف) مطلباً لتغيير الطعم، وتطوير الذوق لإحداث التوازن الذي نحتاج !!..

نحن شعب يخاف الحقيقة، ويحسب حساب شوفة الناس، خوفا من أن يسمع أكثر ثلاث كلمات

يتهرب من سماعها (كبران، نصحان، بشعان) وصراحة هو يتهرب من المواجهة ..

الأردني، يتطلع لمستقبل أفضل والى تحسين احواله، ويرفض أن يتم استغلاله، ولا يحب ان يتجاهله أحد، ويريد إنصافه وتفهمه ..

الشعب الأردني شعب عظيم ونشمي، عاطفي وصاحب كرامة متسامح وطيب، وينسى بسرعة ..

كاتبة وصحافية أردنية

Jaradat63@yahoo.com

المواطن الأردني واللاءات الثلاث

تصفح ايضا

عاجل