إشهار الديوان المشترك «ضربة القرن» للشاعرين جرَّار ويعقوب

إشهار الديوان المشترك «ضربة القرن» للشاعرين جرَّار ويعقوب

 

إشهار الديوان المشترك «ضربة القرن» للشاعرين جرَّار ويعقوب

 

نضال برقان*

إشهار الديوان المشترك «ضربة القرن»

برعاية وزير الثقافة الأسبق الشّاعر الكبير حيدر محمود، أقيم في المكتبة الوطنية، أوّل من أمس، حفل إشهار لديوان «ضربة

القرن»، وهو ديوان مشترَك للشّاعرين: صلاح جرَّار وسعيد يعقوب.

الديوان يضمّ قصائد ومقطوعات شعريّة تدور حول العمليّة التي قامت بها المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، في السابع من

أكتوبر من العام الماضي، هذه العمليّة التي عُرِفَت «بضربة القرن» تأكيدا على أهميتها النوعيّة، وبأثرها الكبير الذي ترك

صدى واسعا على مستوى العالم كلّه، وبما لحق هذه العمليّة من عدوان غاشم على السكان الأبرياء من المدنيين العُزَّل، ومارس

دمارا ممنهجا لمنازل أهل القطاع والبِنى التحتيّة وأدّى لقتل الآلاف من النساء، وُصِفَ بأنه إبادة جماعيّة، وخرق واضح للقوانين

الدولية والمعاهدات الإنسانية.

الحفل بدأ بالسّلام الملكيّ، وقراءة الفاتحة على أرواح الشّهداء، وكان أول المتحدِّثين فيه راعي الحفل الشاعر حيدر محمود الذي

قال في كلمته: «..إن الشاعرين صلاح جرَّار وسعيد يعقوب هما شاعران مبدعان، مشهود لهما بالإبداع الحقيقيّ في قصيدة

العمود، ويُشكر لهما هذا العمل المهمّ الهادف، الذي يصوّر الأحداث التي تقع في فلسطين وقطاع غزّة وما يتعرَّض له شعبنا

هناك من عدوان أثيم، ويُسلِّط الضوء على التضّحيات الجسام التي يقدِّمها أبناء فلسطين دفاعا عن موطنهم، وتمسّكا به والصمود

على أرضه».

حيدر محمود

ثم قال حيدر محمود»….إنّ الشّعر في الأصل هو الشّعر العموديّ، وهو الذي يُظهر كفاءة الشّاعر الحقيقيّ ومدى موهبته

وعمقها واتساعها، وفي هذا الديوان (ضربة القرن) نجد إبداعا حقيقيّا، في ظلّ ركام هائل من الرداءة الشّعرية المنتشرة هذه

الأيام، وأضاف الشاعر حيدر محمود قائلا: «أشهد أنّ كلا الشّاعرين أبدع في هذا الديوان، وهو حدث مهمّ يقام له ويقعد،

وأبارك لهما إنجازهما هذا وأتمنّى لهما مزيدا من التوفيق في ما سينجزان من أعمال لاحقا، وأحيّيهما على جهودهما المهمّة

والمشتركة في الآونة الأخيرة التي تمثلت في الإعداد والتحرير والإشراف على ديوان رباعيّات جنين وديوان طوفان الأقصى

وأبارك لأخي الشاعر الكبير سعيد يعقوب ديوانه من مسافة صفر الذي صدر مؤخرا…».

حفل الإشهار والتّوقيع الذي قدَّمه الأديبان جروان المعاني ورنا بسيسو بكلِّ مِهْنيّة وحِرْفيّة كان ثاني المتحدِّثين فيه الأستاذ

الدكتور صلاح جرار، الذي شكر المكتبة الوطنيّة ممثَّلةً بمديرها العام الأستاذ نضال العياصرة، وبارك له بتمديد مجلس الوزراء

الموقَّر له لفترة قادمة في موقعه، وقال: إنّ المكتبة الوطنيّة شهدت إنجازاتٍ مهمّةً في فترة إدارة الأستاذ الدكتور نضال

العياصرة لها وغدت منارة فكرية وثقافيّة لخدمة الأدباء والمثقفين في الوطن وبما يقام فيها من أنشطة ثقافية وفكرية للمبدعين

الأردنيين والعرب، ثم شكر الأستاذ الدكتور خالد الفهد ميّاس الذي كتب مقدمة الدِّيوان وقال إن الدكتور خالد ميّاس كتب مقدمة

رائعة للديوان أنصفت الشّاعرين وقصائد الديوان، وأنَّه كتبها بقلب المحب ويراع المبدع، فجاءت شاملة كاملة ووافية شافية

وجامعة مانعة، فبورك في علمه وجهوده، وشكر الدكتور جرَّار مقدِّمَي الحفل وشكر الحضور الذين قدم بعضهم من أماكن بعيدة

ليكونوا معنا ممثّلين لمحافظات الوطن.

وقال: «… اتفقتُ أنا وزميلي الشّاعر الكبير سعيد يعقوب على قراءة قصيدة أهداها كلّ منّا لزميله جاءت في بداية كلّ قسم من

قِسْمَي الدِّيوان بالإضافة للقصيدة التي تحمل عنوان «ضربة القرن» لكلّ منّا وهو عنوان هذا الدّيوان كلّه، ومن قصيدة «ضربة

ضربة القرن

القرن» قرأ الدّكتور صلاح:

«اصْعَدْ من النَّـــــفَقِ الخفيّ وسَـــــــدّدِ/ وارجُم حشودَ الغاصبِ المتـــمرِّدِ/ واقصف جحافلهم إذا ما أقبلَــتْ/ وأقِمْ على حكم

البطولة واصمُدِ/ وإذا سمـــــعْــــــتَ هـــــدير دبّابـــــــاتهــــــــم/ فعلــــيك باليـــــاسين حــالاً تحمـــــد…».

ثم تحدث الأستاذ الدكتور خالد الفهد مياس رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة جدارا الذي كتب قدم الديوان ومما جاء في

كلمته: «…وَمِنْ حُسْنِ الجَمالِ أنْ يَجتمِعَ شاعرانِ لِيُنْشِئا مَعًا ديوانَ شِعْرٍ في حالةٍ من الأحاسيسِ المُشْتَرَكةِ التي تَجمعُ بَيْنَهُما في

ظُروفٍ مَشوبَةٍ بِالحُزْنِ والخوفِ عَلى واقعِ الأمّةِ وَمستقبلِها، حيثُ الاعتداءاتُ الصهيونيةُ والأحقادُ اليهوديةُ تَتَدافعُ عَلى أهلِنا في

أنحاءِ فلسطينَ وأرجائِها، والأملُ معقودٌ بالمقاومةِ التي رَضِيَتْ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإسلامِ دينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ نبيًّا

وَرَسولًا، فَمِنْ هُنا انْطَلَقَ شاعِرانا لِيُشارِكا في المعركةِ بِالطَّريقةِ التي يَسْتَطيعانِها، فَلا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلّا وُسْعَها، فَالقَلَمُ واللِّسانُ

سلاحانِ يستطيعُ الفارسُ المِغوارُ أنْ يُشارِكَ بِهما في معركةِ المصيرِ المُتَضَمِّنَةِ عبارةَ «إمّا النَّصْرُ وإمّا الشَّهادَةُ»، وكانَ ديوانُ

الشاعرينِ الباهِرَينِ يَحْمُل عنوان «ضَرْبَة القَرْن «، حيثُ استمدّا قَصائِدَهُ ممّا يُتابِعانِهِ مِنْ انتصاراتٍ لِلمُقاومةِ الفلسطينيةِ الأبيَّةِ

عَلى العدوِّ الصهيونيِّ المُحتَلِّ في غَزَّةَ وَما حَوْلَها، وَقَدْ حَقَّقَ أبْطالُنا هناكَ انتصاراتٍ تَدُلُّ عَلى شجاعتِهِمْ المُنْبَثِقَةِ مِنْ إيمانِهِمْ بِاللهِ

وإيمانِهِمْ بقولِهِ تَعالى: «إِنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ» وإيمانِهِمْ بِأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ.

الشاعر سعيد يعقوب

يُفاجِئُكَ هذا الديوانُ « ضربة القرن « بِقصيدَتَينِ تَحْمِلانِ نفسَ العُنوانِ « ضربة القرن « لِمعالي الشّاعرِ صلاح جرار ولسعادةِ

الشاعر سعيد يعقوب، حيثُ تجمعُ كِلتاهُما بَيْنَ الأحاسيسِ والأفكارِ والدّلالاتِ، وَكَأَنَّكَ تَقْرأُ قصيدةً واحدةً فِكْرُها واحدٌ وَهَدَفُها

واحدٌ، وهي مُتُنَوعةٌ في الألفاظِ مُتَدَفِّقَةٌ في المَعاني مُحْكَمَةٌ في اللغةِ مُتَجَدِّدَةٌ في الأسلوبِ مُتْقَنَةٌ في الأداءِ…».

ثم ختم الحفل بقراءة شعرية للشاعر يعقوب الذي قرأ قصيدتين إحداهما إهداء للدكتور جرار والثانية ضربة القرن ومن قصيدته

المهداة للدكتور صلاح جرار نقرأ:
«أَشِعْرُكَ الرَّائِعُ الحَبِيبُ/ أَمْ مَاسَ زَهْرٌ وَفَاحَ طِيبُ/ كَأَنَّنِيْ أُبْصِرُ العَذَارى/ وَقَدْ بَدَا حُسْنُهَا العَجِيبُ/ أَوْ أَنَّهَا الخَمْرُ فِيْ كُؤُوسٍ/

فَكُلُّ عَقْلٍ بِهَا سَلِيبُ/ كَأَنَّهَا لُؤْلُؤٌ بِنَحْرٍ/ تُسْبَى بِحَبَّاتِهِ القُلُوبُ/ مَنْ كَانَ يَرْجُو لَهُ لَحَاقَاً/ بِمَا رَجَا سَعْيُهُ يَخِيبُ/ وَكَيْفَ يَسْمُو إِلَى

الثُّرَيَّا/ وَدُونَ هَذِي مَدَىً رَحِيبُ/ إِذَا اسْتَمَعْنَا إِلَى (صَلَاحٍ)/ نَكَادُ مِنْ شِعْرِهِ نَذُوبُ».

وفي نهاية الحفل تمّ تقديم نسخ الدِّيوان للحضور على سبيل الإهداء ممهورا بتوقيع الشّاعرين.

 

الدستور*

إشهار الديوان المشترك

اقرأ أيضا:

في ” الكرك” مع وزيرة الثقافة

اقرأ أيضا:

مسؤولة روسية لخبير بيئة: عن أي قهوة تتحدث وغزة تحترق؟

تصفح ايضا

عاجل