أرض وسكان وسكان بلا أرض ومن خديعة إلى خديعة!!

 

 

كتب / سالم فاهد اللوزي

أنه مسلسل الانهيار أمام مشروع الكيان الصهيوني الذي نحاول التحذير منه بحذر محفوف بمخاطر الاتهامات على موج العواطف

التي يتم تجيشها لتسيطر على العقل والمنطق !! بداية لنعود ل “وصفي التل” َو القيادة العسكرية الموحدة ودور حكومة وصفي في جدولة الأمور

والتأثير على قرار القيادة العسكرية الموحدة لمواجهة العدو الصهيوني وتحديد موعد لذلك مبني على تجهيز وإعداد لايقبل الخسارة !!

حكومة وصفي التل

كانت حكومة وصفي التل في العام ١٩٦٥ ربما أخطر الوزارات التي ترأسها التل من الناحية الاستراتيجية على العدو الصهيوني

لأنها حكومة كادت ان تمسك بكامل أطراف الصراع لولا خيانة بعض عواصم الإقليم وربما الداخل الأردني من ناحية الخط المتأسرل سراً وسذاجة بعض الرسميين

والقوى السياسية التي لطالما كانت منقادة من الخارج !! لقد كانت رؤية وصفي بأن نعد العدة بناء على دراسات عسكرية تتلخص باستعداد عسكري

كامل للجيوش العربية لمواجهة العدو الصهيوني والخلاص منه وارتأت القيادة العسكرية الموحدة وبعد مداولات طويلة

ودراسات عميقة بأن لاتكون مواجهة عسكرية حاسمة مع العدو قبل ثمانية سنوات من العام ١٩٦٥

وهذا ماخلصت إليه القيادة الموحدة مع العمل الدؤوب على مشاغلة العدو واستنزافة بعمليات نوعية داخل أراضي ال ٤٨ حتى لايستكين

حرب العصابات

ويبقى في حالة اضطراب وهذا ما جعل من التل سابقاً الطلب من الجيش انشاء وحدة المظليين وتدريب ضباط وضباط الصف والجنود على حرب العصابات

وتشكيل مديرية الامن العسكري وهذه المهام اوكلت لضابط قريب من التل وهو ( محمد بشير الشيشاني) بالإضافة لضابط أخر تم تكليفه

مع القيادة العرببة العسكرية الموحدة ألا وهو “عاطف رفيفان المجالي) واوكلت إليه مهام وضع خطط مشاغلة العدو

وتزامن ذلك مع أعداد وتمكين الجبهة الداخلية من ناحية تعزيز القطاع العام ومنظومة الإنتاج وتكثيف حملة التحريج لتغطي مرتفعات الجبهة الغربية

المطلة على فلسطين لتكون مظلة لحرب عصابات يشاغل بها جيشنا العدو ويستنزفه لحين معركة الحسم مع تطوير منظومة الإعلام

حيث تم البدء بإنشاء التلفزيون الأردني الذي افتتح في العام ٦٨ مع إصدار عفو عام طال جميع المحكومين بقضايا سياسية

والمبعدين خارج الأردن لنفس الأسباب َكل ذلك لتقوية الجبهة الداخلية وتفويت الفرصة على إحدى العواصم العربية التي كانت تلعب دور سلبي

لاجهاض حكومة وصفي وعمل القيادة الموحدة !! ومع هذا التقدم النوعي بالعمل المبني على أسس متينة وقوية بدأت تطلع تقارير تحذر من وصفي

وخطورة ما يعد له لمعركة التحرير وللأسف بعض هذه التقارير كانت تخرج من عمان والقاهرة !!

وتم دعوة الملك حسين لزيارة القاهرة من قبل جمال عبدالناصر وعلى ان يكون رئيس الوزراء وزير الدفاع وصفي التل برففته

وتم تلبية الدعوة واستقبل عبد الناصر الملك ووصفي في المطار قاصداً وصفي!! . واجتمع الملك ووصفي وجمال عدة اجتماعات

جمال عبد الناصر

حاول بها جمال عبد الناصر فرض رأيه على وصفي لكن وصفي اجابه بالحجج والبراهين وأثبت له ان موعد الحسم ليس الأن

وان اي صدام مبكر مع العدو سنكون خاسرين وهذا الكلام ازعج عبدالناصر وقال لوصفي حينها انا قاتلت مع الجيش على أرض فلسطين

وأعرف ازاي أتعامل معاهم !! فاجابه وصفي لقد خضت المعارك على أرض فلسطين سياسيا وعسكرياً وبما فيها حرب العصابات أكثر من عمرك العسكري !!

فلا نزاود على بعضنا وتحرير فلسطين ليس “بالجعجة”!! مما جعل اللقاء يصاب بالحدة وانتهى بعيداً عن الأعراف الدبلوماسية

وغادر الملك ووصفي القاهرة عام ٦٦ وما ان وصلوا عمان الحقت القاهرة برقية للملك مفادها أن رغبت بزيارة القاهرة عليك عدم اصطحاب

رئيس وزرائك وصفي التل لأنه غير مرغوب به بالقاهرة !! وازدات الضغوط على عمان من هنا وهناك ومن الأمريكان ليستقيل التل

طرد السفير الامريكي في عمان

ولأن وصفي ايضاِ بذات الحكومة طرد السفير الامريكي في عمان !! وبالفعل بدأت حملة مسعورة على وصفي سواء بالإعلام اوغيره

وقادتها إذاعة صوت العرب وصحف تصدر في بيروت والقاهرة وتزامن ذلك مع عمليات استفزازية وبتوجيه من القاهرة لفصائل فلسطينية على رأسها “فتح”

تقوم بعمليات غير مدروسة مع العدو لجر الجيش الأردني لصدام مبكر مع العدو ونتج ذلك معركة السموع التي كانت مقدمة لجرنا لخديعة ال٦٧ !!

وبعد كل هذه الضغوط استقالت حكومة وصفي ونظراً لحجمه السياسي والعسكري بالبلد تم تعينه رئيساً للديوان الملكي واصطدم وصفي مع القصر

في بداية العام ٦٧ ممانعاً ورافض دخولنا حرب ال ٦٧ وتعببراً عن ذلك قدم استقالته الشهيرة التي فيها جزء يقول ( كل من يتخلى عن شبر من فلسطين هو خائن) !!

الخيانات الكبرى

وتم استدراجنا للحرب وتم تجيش العواطف والكل أعتقد ان نهاية الكيان مسألة أيام ولكننا واقعياً خلال أيام فقدنا أراضي ال٦٧ والقدس وسيناء

ومرتفعات الجولان وهرعت إلى الأردن موجات النزوح التي غيرت مجرى الأمور واخذ الكيان الأرض واعطانا جزء من السكان

والآن يريد ان يتخلص مما تبقى من السكان !! أنها العواطف التي تستثمرها الخيانات الكبرى !! يتبع……

معركة ال٦٧ عاطف المجالي وصفي التل دورهم مع قواطع الجيش وغرف العمليات !!. أبعاد محمد بشير الشيشاني عن المشهد ونهاية عاطف المجالي

 

تصفح ايضا

عاجل