بقلم … ولاء فخري العطابي
الحاقد لا يرمي سِمَه – الشجرة المُثمرة من تجذب الأنظار بثمارها وبجذورها الراسخة في الأرض رسوخ الواثقين، وأغصانها
المُمتدة نحو السماء بشموخ، تحمل ثمارها بكرم ودون تمييز، لتُفيد كل من يلجأ إليها، فهي رمزٌ
للعطاء والإنجاز، من تسعى لتقديم الأفضل دون انتظار المُقابل، ولكن هي ليست بمنأى عن
العواصف والسهام الحاقدة، فهنالك من يرمونها بالحجارة لا لشيء إلا لأنهم عاجزون عن تحقيق
ما حققته ولشخصيتها المعطاءة المُحبّة.
مصدر الخير ومقياس للنجاح
مصدر الخير ومقياس للنجاح الذي يُثير الإعجاب والحسد على حد سواء، من تحمل بداخلها معاني
أكبر من الإخلاص والتفاني والصبر والإصرار على العطاء. فهي لا تنمو بين ليلة وضحاها بل تحتاج
إلى جذور قويّة تتشبت بالأرض، وساق صلب يُقاوم الرياح وأغصان تمتد نحو السماء لتلامس
الشمس، ثمارها هي نتيجة هذا الجهد، تُقدم بسخاء لمن حولها، دون النظر إلى من يأخذها أو كيف
يستخدمها.
تمامًا كما هو الحال مع الإنسان الناجح مغناطيس المحبة والإعجاب، الشخصية الجميلة التي تدخل
القلوب دون أي استئذان، لا تمر دون أن تُثير الانتباه، تجذبُ من حولها بالعطاء والإنجاز، لكنها في
ذات الوقت تُصبح هدفًا لكل حاسد ينشر سمه لعدم استطاعته تقبل تفوقه ونجاحه وحُب الغير له
وشخصيته الطموحه ومبسمه الجميل وكلامه العذب الأصيل.
الثمار الناضجة – الحاقد لا يرمي سِمَه
النجاح والعطاء كما الثمار الناضجة، لا يُقدمان إلا بعد جهد كبير وصبر طويل، وهذا ما يجعل من
يملكها محط أنظار الجميع وكما أن الشجرة المُثمرة تستمد قوتها من جذورها العميقة في الأرض،
فإن الإنسان الناجح يستمد قوته من مبادئه وقيمه الراسخة مؤمنًا بأن طريقه هو طريق الخير.
وصاحب الشخصية الواعده هو من يؤمن بأن النقاء الداخلي وصفاء النيّة هما مفاتيح التميز
الحقيقي، فالشخص النقي جميل الروح والمُحيا من يسير في هذه الحياة واثقًا بأن الخير سيعود إليه
مهما طال الزمن، وأن القلوب الجميلة المُحبة هي من تصل دائمًا إلى غايتها النبيلة.
الروح النقيّة لا يُمكن أن تُهزم وجمال المُحيّا الذي ينبع من جمال الروح يظل خالدًا ويقود صاحبه نحو
تحقيق التميز والتأثير النبيل في كل من حوله، ويبقى مُثمرًا كما الشجرة المُثمرة.
الحاقد لا يرمي سِمَه …. الحاقد لا يرمي سِمَه