ربيع محمود ربيع / كاتب أردني
هناك سبعة أسباب تدفعني لانتخاب قائمة طريقنا (22) التي يترأسها الدكتور حيدر الزبن:
أولاً: لأنّ حيدر الزبن رفض أن يترشح باسم عشيرة أو محافظة طيلة السنوات السابقة، وكان يُردّد بأنّه لن يترشّح إلّا باسم الأردن، وهكذا كان.
ثانياً: لأنَّ لحيدر موقف واضح من الكيان الصّهيونيّ، وهذا الموقف لم يتغيّر ولم يتبدّل باستلامه المناصب؛ فقد سبق له أن رفض استقبال السفير الصّهيونيّ في مكتبه. كما أنّه لن يُغيّر موقفه في المستقبل، وإن ساورته نفسه سترده إلى جادة الصواب دماءُ أخيه الشهيد هيكل الزبن الذي استشهد على تراب فلسطين عام 1967م.
ثالثاً: لحيدر سجل حافل في مواجهة الخراب، ويكفي أن نرى العديد من رجال الأعمال وأصحاب المآرب يقفون بأموالهم وأتباعهم في الصّف المقابل. بينما يقف حيدر ورفاقه بإمكانياتهم البسيطة ليس لهم من رصيد إلّا حب النّاس والكادحين.
رابعاً: لأنّ حيدر الزبن مثال حاضر بيننا لنموذج أصبح غائباً للشخصيّة الوطنية غير المدجّنة؛ فهو قادر على قول (لا) في أي وقت ولأي شخص -وتاريخه الشخصي يشهد له بذلك- فلسانه مدرّب على الرفض، لا على الخضوع والطاعة. فقد سبق له -حينما كان مديراً لمؤسسة المواصفات والمقاييس- أن منع مرور الكثير من الصفقات المشبوهة صارخاً في وجه أصحابها صرخته الشهيرة:(هذي الأردن).
خامساً: حيدر نموذج لشخصية أردنية افتقدناها في السنوات الأخيرة، وأصبحنا نقرأ عنها في كتب التاريخ والمرويات الشفوية؛ فمن يُنصت إلى مقابلات حيدر وخطاباته ستشدّه الملامح واللّهجة الأردنيّة، الملامح التي تشبه الأردنيين البسطاء في القرى والبوادي والمحافظات، واللّهجة التي أصبحنا نفتقدها في الشاشات والمنصات.
سادساً: قائمة طريقنا هي ضمن القوائم المتنافسة على القائمة الحزبية والتنافس يكون على مستوى الأردن، ويحق لأي أردني من شمالي البلاد إلى جنوبيها أن ينتخب القائمة دون أن يضر ذلك بالقائمة المحلية (على مستوى الدائرة أو المحافظة). وعلى الرغم من ذلك، نتلقّى بشكل يومي هذه الفترة دعوات الفزعة والحمية التي تحاول أن تجعل الانتخاب يقوم على أسس مناطقية وإقليمية من مثل (انتخب ابن محافظة كذا وكذا…إلخ)، لكنني سأنتحي عن المناطقية جانباً وسأنتخب ابن الأردن الذي أحبه الناس ووثقوا فيه.
سابعاً: سيقول لي البعض بأنّ يداً واحدة لا تصفّق وأنّ الدكتور حيدر لن يستطيع أن يقف في وجه التيار، وهي وجهة نظر راجحة ولا أستطيع أن أنكرها. بيدَ أنّ من يقرأ تاريخ الأردن يجد أخبار الرجال الذي وقفوا في وجه الاستعمار الإنجليزي ومخططاته في المنطقة، ويقرأ الذي رفض والذي حاول والذي طُرد من منصبه لحسن السيرة لا لسوئها، وكل هؤلاء لم ينجحوا في نهاية المطاف، إلّا أنّهم استحقوا العذر. ونحن لا نريد لأحفادنا أن يشتمونا إذا قُدر لهم قراءة تاريخنا… بل لعلهم يجدون لنا أو لبعضنا العذر.