وين حميرنا ؟!
كتب / سالم فاهد اللوزي
وفق دراسة اممية وبالذات لمنظمة الأغذية والزراعة الاممية تقلص عدد الحمير بالأردن إلى 1000 حمار بعدما كان العدد 19 ألف حمار عام 1980 وبذلك نحن نتجه بإتجاه انقراض هذا الحيوان اللطيف الأليف الخدوم بعد فترة من الزمن حيث كان
العدد في العام 2019 6200 حمار وخلال أقل من خمسة سنوات تقلص إلى ألف حمار !!
ماذا يعني هذا ؟!
ولماذا تقلصت حتى حميرنا ؟!
فهذا يعني أننا مجتمع أصبح بيننا ََبين الإنتاج مسافات طويلة ولم نعد مجتمع منتج ولا رعوي
وأنه تم اجبرانا على قيم الاستهلاك واصبحنا عبئ على أنفسنا وعلى غيرنا وان اصطيادنا سهل وتجويعنا أسهل!!
هذا البلد الذي كان يتغنى أهله بالانتاج والزراعة والرعي ويتباهى بمخزونه الإنتاجي ومعنى الحياة والكرامة تلاشت قيمه الإنتاجية وأكاد ان أجزم بأنه هو نفسه سيتلاشى بعدما أصبحت أرضه سلعة نباع وتشرى وغطتها الكنتونات الاسمنتية الاستيطانية َوابتلعتها بقرارات إدارية ذات مغزى سياسي بحت تم التخطيط له منذ عام 1973 ليتم سلبنا فتر فتر ويوم على يوم لتصبح الحلقة الاضعف بالمعادلة ويتم استبدالنا على كل الأصعدة وبالتالي فلسطنة الأردن وتهويد فلسطين بأختصار مع ضخ أكبر كمية من لاجيئ الدول الأخرى لنصبح من الماضي
أنه مخطط هستيري جعل الكثير منا يبكي على اطلال عقدي السبعينات والثمانينيات على انهن عقدين ذهبيات !!
ولكن بالواقع كنا نوزع حلوى ونحفر قبورنا بأيدينا !!
نحن لم نخسر حميرنا فقط لقد خسرتنا القوانين المدروسة أرضنا َوكياننا وأصبحت هويتنا مهددة بالزوال والكل يستقوي علينا وبتطاول !!
وأصبح المعيار بأن الأردني هو الذي باع أرضه
وتناسوا من سن قوانين للأرض الزراعية لتصبح غير قابلة للزراعة فقط للبيع وإجباري كان ذلك عندما شقوا بها الطرق وقسموها ورفعوا سعرها !!
أنها خديعة منذ السبعينات والثمانينيات وندفع ثمنها الأن !!
فأنا اتألم على حميرنا ولا ألومها عندما تقلص عددها لأنها خدمتنا وتخلينا عنها لابل قضينا على مساحات وجودها وحرمناها من “طويلاها” ولم نعد نقدم له “تبن” و”شعير” و “كرسنه” ولم تعد تجد “دلو” المية الأسود !!
لقد رحلت قبلنا وتقلصت معنا وادركت معنى وجودها قبلنا !!
يا حوينة “الحمار” الصليبي و”الحمار” “اطمين”!!!
سقا الله على أيام “نهيقهن”
وهنا مع الحلال وردات على الغدير اخ اخ اخ على البلاد !!
لقد كنت اركب حمارة” موسى ” واقطع من خلالها “حنو” اللوزيين
كانت بيضاء مطيعة تتحمل كل اوزارنا !!
لقد كان الخرج عليها وكانت تحمل لنا الماء من عيون المياه وتروينا !!
كنت اذهب سيراًعلى الأقدام إلى” بركة العساف” تلاع العلي لزيارة عمتي وكان هناك “حمار” ذكي ووفي ينقل بعض الاولاد لمدرستهم من بين بساتين” ابوغويلة” والغريب أنه كان ينتظرهم عند شجرة لزاب حتى يطرق جرس المدرسة ويفرغون لبيوتهم ويكون بانتظارهم ولايتحرك صيف وشتاء وعندما يوصلهم للبيت يقوم بالأعمال الأخرى
لكن “بركة العساف” كانت تمثل معاني الإنتاج والكرامة قبل ان تقسم وتتطئها أقدام الغرباء او الأردنيين الجدد !!
وكان اخر حمار تخلده ذاكرتي ليس ببعيد
لأنه اشترينا حمار انا والمرحوم مريود التل بمزرعة “القنية” “قنية” زيود بني حسن
وكان الحمار يقدم لنا خدمات جلية لأن طبيعة الأرض وعرة
وذات يوم قرر مريود التل ان يصعد بسيارته الفلوكس فاجن من أسفل المزرعة لاعلاها رغم الوعورة ألا أن السيارة توقفت بنصف المزرعة ولولا ذاك الحمار لما استطعنا ان نحركها ونعود للكمالية
لكن أفعى لعين لسع ذاك الحمار ونفق !!!
فاين حميرنا واين بيوتنا واين سيل حنو اللوزيين واين بركة العساف ؟!
اين وطني؟!
كل وطني؟!!!