كفة وميزان ..ووحدة وطنية ودعوات ١٩٦٩ من جديد!!

كفة وميزان ..ووحدة وطنية ودعوات ١٩٦٩ من جديد!!

 

كتب / سالم فاهد اللوزي

 

يكاد المشهد أن  يعيد ذاته بكامل تفاصيله ففي نهاية العام ١٩٦٨ وبداية العام ١٩٦٩ بدأت الدعوات تتزايد حينها لتنظيم ودعم العمل الفدائي

على الأرض الأردنية استعداداً لمعركة التحرير الشامل والمواجهة مع العدو الصهيوني وتزامن ذلك مع خروج الجيش الأردني

من معركة الكرامة منتصراً وتم سرقة نتائج المعركة حينها على أنها عمل فدائي خالص وفي هذه الاثناء

تم التطبيل والتزمير لفصائل فلسطينية على أنها صاحبة النصر المبجل وعلى رأسها حركة “فتح” وتولى الإعلام العربي هذه المهمة

وتم استقبال ياسر عرفات استقبال الزعماء في القاهرة وبتنسيق من محمد حسنين هيكل مع جمال عبد الناصر

الذين كانوا يعيشون هزيمة ال٦٧ بكل تفاصيلها وكل ذلك كان على حساب الأردن ودوره ودور جيشه الذي حقق النصر في معركة الكرامة

حيث كانت كل التفاصيل والتحاليل تذكر انه انتصار فدائي بحت ولا يتم الإشارة للجيش الأردني َمن هذا  القبيل ألا بأشارات خجولة

وللأسف رافق هذا صمت إعلامي رسمي أردني بطريقة لايمكن شرحها لدرجة أنني كنت يوماً اجلس عند صلاح أبوزيد في منزله

وأثناء تواجدنا جاء المحامي فيصل البطاينة وبرفقته باحث وعلى ما أظن أنه أجنبي وقال المحامي البطاينة لصلاح أبو زيد نريد منك أن تتحدث تاريخياً

لهذا الباحث ولقد أخذنا شهادة زيد الرفاعي والآن دورك فاعترضت حينها وقلت للمحامي البطاينة على ما أعتقد أن الأهمية لصلاح أبوزيد وعليك

إن تسألوه عن لغز صمت الإعلام الأردني في العام١٩٦٩ ولمصلحة من كان هذا الصمت؟!

وأثنى حينها على كلامي صلاح أبوزيد الذي كان أهم وزير إعلام أردني سواء نختلف معه أو نتفق !!

وعلى ما اذكر كان جالساً الدكتور تيسير عماري والدكتور منيب الور،

وبالعودة لموضوعنا الأساس وفي ظل صمت إعلامي رسمي

اتضح لاحقاِ أنه يصب من خلال شخوص في الدولة لصالح تلميع منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح وشخص ابوعمار!!

ورافق هذا إجراءات رسمية تفسح المجال للفصائل القادمة من الخارج على حساب دور الدولة ومؤسساتها لدرجة ان منتسبي الجيش

صدرت لهم أوامر بأن يغادرو ويعودو لوحداتهم بدون حمل السلاح. اي عُزل!!

وتم تهيئة الأرضية وخرجت علينا أصوات من هنا وهناك شبيهة بأصوات اليوم تنادي بالوحدة والعمل الفدائي وتوفير الأرضية للقتال والتدريب

على الأرض الأردنية ودعوة الفصائل للقدوم لعمان مع حملة اعلامية كسبت عواطف الناس وتأثرت بها دون أي إدراك

لدور الدولة ومؤسساتها في تنظيم الأمور والإمساك بزمام المبادرة وغياب دور العقل والمنطق إلى ان تمكنت قيادات تلك الفصائل من الأمور

بالتعاون مع مهدوا لها الطريق من داخل القرار الرسمي وانقلبت على الأردن وتعلن عن غايتها وبدأت تتصرف وكأنها هي الدولة

وحرفت البوصلة وكان هذا الأمر تحت عيون الأمريكان وضمن خيوط مرتبطة بهم إلى ان وصلت الأمور للانهيار الكامل وحصل ماحصل !!

 

واليوم نعود من جديد إلى ذلك المسلسل بتفاصيل أكثر عمق وبنفس طريقة العواطف المبنية على المنطق الأعوج ذاته

حيث أن الأمور تسير لحساب الكمبرادور المسلح علناً بالمال وربما سراً بالسلاح وهذه المرة تم التقهقر للدولة من خلال برامج الخصخصة

واضعاف القطاع العام وبرامج التحديث السياسي ودور رأس المال في صناعة القرار والسيطرة عليه وإضعاف المؤسسات

وسياسة الإفقار التي طالت فئات معينة كانت تشكل العمود الفقري للدولة مع تواجد قواعد وجنود أمريكان كل المؤشرات

تقول أن تواجدهم لا يتعدى الشأن الداخلي الأردني وفرض حالة ربما تشبه حالة ال٧٠ !!

كل هذا يتكرر من جديد وبصيغة ولباس جديد لكنها نفس الفحوى والغاية القديمة الجديدة مع تكرار حالة اعلامية تترافق

مع بروز شخصيات سياسية محسوبة على الكمبرادور وربما فرضها الكمبرادور على ان تكون ربما الشخصية الثانية في بعض الحكومات الأخيرة

واليوم تطالب بوحدة وطنية وحالة انصهار كاملة وتسليح الشعب بحجة مواجهة التطرف الصهيوني في فلسطين

وهذه النداءات الأن تدخل لقلوب الناس دون استئذان لأن العواطف تسيطر بهذه الحالة دون الوقوف على المنطق

وعلى دور العقل في مواجهة الكيان الصهيوني وترتيب الأوراق الأردنية قبل أي تحرك غير مفهوم وواضح ولمصلحة من سيكون؟!

ولذلك لا نريد الانجرار من جديد خلف ظروف تم صناعتها طالت مناحي حياتنا كاملة وخلف دعوات ربما أخذ الإعلام الرسمي إلى نفس موقف ١٩٦٩

وهو الصمت  دون الأخذ بعين الاعتبار بأن العاصفة تحتاج لتركيز حتى نواجهها وليس من خلال خلط مزيد من الأوراق

لذلك نقف بقوة ضد كل هذه الاحتمالات ونطالب بان الأساس ليس الوحدة الوطنية كما يدعي البعض على شكلها الحالي وإنما على الآتي….

 

اولاِ..

أن الكيان الصهيوني بشقيه المتطرف والأخر يسيران بنفس الإتجاه والاستعداد يكون للشقين  ولا داعي للتخبط

لأن اليمين  في السلطة وعلينا الارتباك وخلط الساحة الأردنية لمواجهته !!

 

ثانيا..

أن ترتيب الوضع الداخلي الأردني المبني على توضيح العلاقة الأردنية الفلسطينية النضالية بداية من قوننة و دسترة فك الارتباط

هو الوحدة الوطنية المثالية مع وقف الترانسفير التجنيس والتوطين ومنح الفلسطينيين حقوق مدنية لا سياسية مع التركيز على حق العودة

وتفعيل العمل بثقافة المقاومة هو أفضل رد على التطرف الصهيوني

 

ثالثا..

فرض سلطة الدولة من جديد على كافة مناحي الحياة وإعطاء الدور الأكبر للجيش في التسلح والعسكرة والإنتاج

مع إعادة تأميم أهم ما تم خصخصتها ووقف جميع البرامج السياسية التي أخلت بموازين المجتمع الأردني مع منح القرار السيادي للأردني

 

رابعاً..

وقف وإلغاء الاتفاقية  الموقعة مع الأمريكان مع التركيز على صناعة الذات من خلال الإنتاج لو بطرق بدائية حتى نتمكن من الاستغناء

عن المعونات الأمريكية في ظل دعمها للمشروع الصهيوني والحقوق المنقوصة وبالتالي الوطن البديل

 

خامساً…

إعادة تأهيل العشائر الأردنية من جديد ودعمها ورفدها لأنها القوة البشرية الحقيقة التي ترفد القرار الوطني

وترفد المؤسسات العسكرية من منطلق وطني خالص عدا عن عدائها الجيني للكيان الصهيوني

 

سادساً..

انشاء خلية إعلام رسمي وطني يضع النقاط على الحروف ويوضح مسألة التعبئة الوطنية ويرد على تقارير تخرج من هنا وهناك

تضرب مصالح الأردن وتتحدث عن تسليح سري لبعض الفئات مع وقف الاختراقات الاعلامية

 

سابعاً..

عدم السماح بتواجد فصائل او قيادات فصائل مسلحة على الأرض الأردنية بحجة أنها أوراق ضغط قبل اتخاذ ما ذكر أعلاه بعين الاعتبار

 

واخيراً وليس اخراً نعلم أن هذه القرارات قاسية وتحتاج لإرادة وطنية ولكن أن تتخذ الآن أفضل بكثير أن نضطر

أن نأخذها في وقت متأخر وأننا نعلم أن هناك كفة ميزان تدعم على حساب الأخرى !!

لكن هذه البلد لها رجالها الأشاوس القادرين على الدفاع عنها ولن تكون لقمة سائغة لكل من تسول له نفسه إعادة تجارب الماضي

مع تأكيدنا بأننا بالمرصاد لكل الدعوات المشبوهة و نرصدها جيداً ولا تنطلي علينا ديكورات الديمقراطية وافرازاتها وتحديثاتها السياسية

 

تصفح ايضا

عاجل