في رثاء المناضل المهندس ذيب عويس 

في رثاء المناضل المهندس ذيب عويس 

 

في رثاء المناضل المهندس ذيب عويس 

د. عصام السعدي *

 ابا بيدر ….

لِما عرجَّتَ اليومَ وحدكْ ؟؟!!

وتركتنا أيتاماً بِلا أنبياءٍ

ولا مُرّسلينْ ؟؟!!

لِما تركتَني في محاكم التفتيشِ وحيداً ؟

وتركتَ زيداً وعمراَ وبقايا قدّيسينْ ؟

ومضيتَ الى زنازن الموت مُكرَّماً

تحفُكَ الملائكةُ وسيوفُ المقاتلينْ …

_ _ _ _ _ _ _ _ _

لِما أخذتَ معكَ كُل الحدائقِ التي حَرثتها

وَكلَ الإقحوانِ معك وكَل البارود …

وأسرابَ الحمامِ

ورفوفِ الكتب الحمقى

وأوسمةِ العاشقَينْ …

_ _ _ _ _ _ _ _ _

قُلْ لهُ يا بيدر

سنهطلُ عليهم مثلَ رفوفِ الأبابيلْ

 مثلَ وردٍ وبارودٍ من حطينْ …

منْ ينتظرَ يا ذيب منْ ؟

رمحاً وزعتراً وياسمينْ

ورغمَ رغمِ الرغمِ يا ذيب

إبرهة الأشرام في مدائننا سيداً …

الخيلُ ما هاجرتْ

 ولا انقطع الصهيلْ …

_ _ _ _ _ _ _ _ _

ذيب …

إنهضْ من فوهة الموتِ

هذا زمنُ العُهرِ والنردِ

زمنُ الردَّةِ والعبيد العابرينْ

زَمن الذين مرّوا من هنا

وأعنة الخيلِ تُبعثُ من جديدْ

_ _ _ _ _ _ _ _ _

ذيب …

جِئت إلى الدُّنيا وغادَرتُ

والزَّرعُ المسّنُودُ بالسَّواعِدِ

صارَ لهُم …

إلا المزروعينَ في سَواعِدِنا

ظَلّوا لنا…

والشَجرُ والحَجرُ صارَ لَهُم

إلا الغاضبينَ بحناجِرِهم

ظلّوا لنَا …

حتى البَحرُ والمَطْرُ

 صارَ لَهُمْ

إلا الصامدينَ في زنازِنهِمْ

ظلّوا لنَا …

_ _ _ _ _ _ _ _ _

ذيب…

هانَتِ النفوسُ والقاماتُ إنحنتْ

والمعاولُ بالزنودِ مكسَّرةٌ

والزرعُ ظلَّ واقفاً

والخيلُ تشلعُ أوتادَها 

من جَديدْ …

_ _ _ _ _ _ _ _ _

إندلقَ السؤال المرُّ

في  فرْجِ السؤالِ 

في حلقي دماً راعفاً وبارود

وسور من القرآن والإنجيل ..

ذيب …

إلى متى سأظلُّ أشربُ نخبَ 

من ماتوا وقوفاً ؟

مَنْ ضَنُّوا عَلَيَّ وضَاقوا ؟

إلى متى سأظلُّ أشربُ نخبَ 

مَنْ مرّوا من هُنَا خِفافاً ؟

مَنْ شَقّوا الظّلامَ وغَابوا ؟

_ _ _ _ _ _ _ _ _

 

إتركوا خَيْلهُمْ تَنبُتُ في كفّي من جديدْ

فَلَعَلّ دَمَنا يَنزّ

من بين شقوقِ الزنازين

ومواسمِ الرجالِ تُطِلُّ مِن جديدْ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _

ذيب …

أُناديكَ بكل الأسماءِ الحُسنى

سلامٌ عليكَ يومَ ولدتَ

ويومَ يصحوا البارودْ

 ويوم تُبعثُ فينا حيا….

_ _ _ _ _ _ _ _ _

 

*شاعر ومؤرخ اردني

 

تصفح ايضا

عاجل