” عرار ” شاعر الشعب

” عرار ” شاعر الشعب

طلعت شناعة.

رغم أنني مقتنع بأن الشاعر مصطفى وهبي التل “ عرار ” يحمل لقب ” شاعر الاردن ” ولكنني بعد أن قرأت كتاب المرحوم يعقوب العودات 

الملقب ب ” البدوي الملثّم ” وهو صديق للشاعر عرار ، أدركت أن صاحب ” عشيّات وادي اليابس ” يستحق لقب ” شاعر الشعب ” أيضا.
لانه كان قريبا ومحبا للفقراء والضعفاء وكان يُنصفهم إمام المرابين وأصحاب النفوذ والسُّلطة عندما كان يعمل بالقضاء في مختلف محاكم المملكة.
ويشير الكتاب الصادر عن وزارة الثقافة ضمن ” مكتبة الأسرة ” إلى أن الشاعر عرار كان مثقفا جيدا قارئا ذكيا وقد تأثر 

كثيرا بصاحب ” الرباعيات ” الشاعر الفارسي عمر الخيّام.. حتى في ” سلوكه و تسريحة شَعره، وهو ما أكده لمؤلف الكتاب ” العودات ” عندنا زاره في ” الكرك “.

وعن علاقته ومعايشته ل ” النوَر “، يقول الكاتب ان ” عرار ” كان يحب حياتهم وعفويتهم ويعتبرهم أكثر نقاء من سكّان المدن المزيفين والافّاقين.
فهم يعيشون حياتهم ببساطة ولهو وغناء وحب ودون تكلّف واستعراض كما يفعل أهل العواصم والمدن.
وهو ما يشير في رسالته لابنه المرحوم وصفي التل ، انه كان يعيش مع ” النوَر ” ويستمتع برقصاتهم ومرحهم دون ” تجاوزات “..
وكان متأثرا بالصوفية، وكانت له حياته التي اقتنع بها دون اهتمام بما يصفه به الآخرون .
وكان الشِّعر سلاحه في التصدي لإعدائه والظالمين، كما كانت قصائده مليئة بالغزَل وايضا بالحسّ القومي والوطني.
وإنني لم أقرأ كتاباً بدقّة وغزارة المعلومات عن حياة وتجربة ” عرار ” الشعرية كما في كتاب ” يعقوب العودات/ البدوي الملثّم.. مع احترامى لكل الذين كتبوا عن ” عرار “…
حقّا أنها شخصية شاعر اجتمعت فيها ( كلّ ) المتناقضات.
ونختم بقوله :
” انا في القرية لا أشكو الحزن
وسوى القرية لا ابغى سكن

إنما يسعد في الدنيا فتى
لا يروم العيش في ظل الفتن “

 

تصفح ايضا

عاجل