السودانيون إلى الشارع مجددا للتنديد بحكم العسكر

السودانيون إلى الشارع مجددا للتنديد بحكم العسكر

الطليعة نيوز

 

قُطع الاتصال بالإنترنت الثلاثاء “في كافة أنحاء السودان“، حيث دعا أنصار الديموقراطية إلى تظاهرات في الذكرى الأولى للانقلاب العسكري الذي أطاح

بالمرحلة الانتقالية، حسبما أفاد موقع “نتبلوكس” (Netblocks) الذي يرصد الشبكة الإلكترونية.

ولاحظ صحافيون في وكالة فرانس برس قطع الاتصال بالشبكة بينما انتشرت القوات الأمنية على الجسور التي تربط الخرطوم بضواحيها وعلى طرقها

الرئيسية.

ودعا أنصار الديمقراطية إلى التظاهر تنديدا بحكم العسكر واحتجاجا على الأزمة الاقتصادية الحادة.

في مثل هذا اليوم من العام الماضي، تراجع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن كل التعهدات التي كان اتخذها قبل عامين بتقاسم السلطة مع

المدنيين تمهيدا لانتخابات حرة في السودان.

عند الفجر، أمر يومها باعتقال كل القادة السياسيين والوزراء المدنيين في الحكومة، واستأثر الجيش بالسلطة.

ومنذ ذلك الحين، يتحدّى أنصار الديمقراطية القمع كل أسبوع وينزلون إلى الشوارع للاحتجاج والدعوة إلى “عودة العسكر إلى الثكنات”.

وقتل متظاهر الأحد برصاصة في رأسه أطلقتها قوات الأمن، بحسب نقابة أطباء موالية للديمقراطيين. وعلى مدى عام، قتل 118 متظاهرا، خلال مواجهات أثناء

مطالبات بعودة السلطة إلى المدنيين، وهو شرط رئيسي يضعه المانحون الدوليون لاستئناف مساعداتهم المالية التي علّقت احتجاحا على الانقلاب.

وبات الوضع الاقتصادي في السودان كارثيا.

“الثورة مستمرة”

بين تضخّم يزيد عن المئة في المئة ونقص في المواد الغذائية، أصبح ثلث السودانيين البالغ عددهم 45 مليونا يعانون من الجوع، وهو رقم يزيد بنسبة 50%

عن العام الماضي، بحسب برنامج الغذاء العالمي.

ووفق البرنامج، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 137%، ما جعل العائلات تخصّص “أكثر من ثلثي دخلها للغذاء”.

وإضافة إلى قلق السودانيين الأول، وهو تدهور قوتهم الشرائية، يخشى كثيرون – بعد ثلاث سنوات على ثورة العام 2019 – عودة الدكتاتورية القائمة على

التحالف بين الإسلاميين والعسكريين.

فمنذ الانقلاب، استعاد العديد من أنصار البشير مناصبهم، وخصوصا في القضاء الذي يحاكم أمامه حاليا الدكتاتور السابق.

وفوق كل هذا، تسود ضبابية في ما يتعلّق بالوضع السياسي في البلاد، ويستبعد المراقبون والمحلّلون أي إمكانية لإجراء الانتخابات التي وعدت السلطات

الحالية بتنظيمها في صيف 2023.

وليس هناك أي وجه سياسي على استعداد للانضمام إلى حكومة مدنية يعد بها باستمرار الفريق البرهان. كما لم تسفر الوساطات الدولية أو المبادرات

المحلية عن نتائج.

وقال موفد الأمم المتحدة إلى السودان فولكر برثيس السبت، إن البلد “لا يملك ترف المناورات السياسية”، مضيفا “يتعيّن على الفاعلين السياسيين أن ينحوا

خلافاتهم جانبا وأن يركزوا على مصلحة السودانيين”.

وتظاهر آلاف من السودانيين الجمعة تحت شعار ” لا للحكم العسكري” واحتفالا بالذكرى الـ58 لأول “ثورة” على السلطة العسكرية في بلد هيمن عليه

العسكريون بشكل شبه متواصل منذ استقلاله.

وجاءت الدعوة إلى التظاهر الثلاثاء تحت شعار “الثورة مستمرة”.

وتؤكد الكتلة الديمقراطية أن “مسيرات الخامس والعشرين من أكتوبر ستكون بداية نهاية عهد الانقلابيين بلا رجعة، وإعلان دستور السودان المدني

الديمقراطي”.

 

 

تصفح ايضا

عاجل