كتب/ سالم فاهد اللوزي
وصفي التل
من السخرية أن تجعل من أقزام وأدوات رَخِيصة وكومبارس مأجوري قتله لعملاق بحجم وصفي التل!!! ومن السخرية أن يرتبط اسم وصفي التل
بعمل مسرحي يشرف عليه أحد أبناء الكومبارس المأجور!! ومن السخرية أن يتزامن هذا الحدث مع اجتماع العقبة الأمني برعاية الأمريكان!!
إلى متى يبقى وصفي التل رهينة حاله إقليمية مقيتة تباع وتشترى؟! تابعت بالأمس حدثين في الأردن أحدهما في العاصمة عمان والثاني في مدينة العقبة
الأول صحوت على ضجيج عال يطالب بإلغاء عمل مسرحي سوف يعرض على أحد المسارح في جبل عمان يقال إن كاتب النص
أو المخرج هي بنت أحد الكومبارس الذين تم استئجارهم للتغطية على جريمة اغتيال وصفي التل في القاهرة!!
ولولا هذا الضجيج لما سمعت عن المسرحية ولا كاتبها أو مخرجها لأني وبكل صراحة لا أرمي أية أهمية لكومبارس مأجور ولا عندي استعداد أن أحفظ أسماءهم!!
ولأني حاولت مرات كثيرة أن أوضح عملية اغتيال أهم رجل عرفته الأردن وفلسطين بحجم وصفي التل
والذي تكالب عليه أكثر من خمسة أجهزة استخبارية لتحقيق جريمة الاغتيال ونجحت في التغطية على هذه الجريمة وساهم الكثير منا في تعميق التغطية
وتقزيمها لحجم هؤلاء الكومبارس المأجورين والذبن لاينتمون ألا شوارعية ولمم “عرفات” الذين اضاعوا كامل فلسطين
لابل تم استئجارهم لتصفية شرفاء النضال الفلسطيني الصادق ولايرتقوا للمستوى التنظيمي الذي شهدته عملية أغتيال وصفي التل!!
محافظ العاصمة
ومع أنني أثمن قرار محافظ العاصمة بإلغاء هكذا عرض إلا أنني استنكر بالأساس دخول نوعيات من هذه “السنح”
للأردن ليس لأني مؤمن انهم هم من اغتالوا وصفي التل!! لأنني أجزم بأن كل من يتبجح بمقتل وصفي التل او يشمت ليس له اي مبدأ وخائن لفلسطين قبل الاردن
وهو لايفرق بشيئ عن العملاء والخونة لأن خسارة وصفي هي خسارة فلسطين والأردن !! فأي جهل هذا؟!
لذلك المطلوب ممن ينتمون للحركة الوطنية الأردنية والفلسطينية ان يرتقو بفكر واستراتيجية وصفي التل وتوظيفها في مجابهة الصهيونية
وادواتها والكف عن تشويه وتقزيمها بحجم كومبارس ليس لهم اية قيمة.!! أما الحدث الثاني وهو ذو أبعاد خطيرة وتمتد لترسيخ اغتيال فكر وصفي التل
الذي قاومه طوال حياته سواء بالقتال على أرض فلسطين أو بالعمل السياسي الاستراتيجي الذي دفع ثمنه حياته ألا وهو اجتماع اوقمة العقبة الأمنية
والتي أعتقد أن تجيش الحدث الأول للتغطية على الحدث الثاني!!! لأن الحدث الثاني ضم الكيان والأردن والسلطة والأمريكان
وبعيداً عن تفاصيل الاجتماع وما دار بداخله يحق لنا المتابعة والتخوف لأن الأطراف المجتمعة جميعها
قد وصلت لحد التفاصيل النهائية لتصفية القضية الفلسطينية وان هناك طرف سيتحمل عبئ التصفية بكل تأكيد وهو الاردن
وهذا ليس من عالم التنجيم بقدر ما هو واقع وأرقام وحقائق على الأرض لعدة أسباب ولطبيعة المجتمعين وخطوطهم ومسارهم ولو فصلنا
واقعهم واحد واحد وبدأنا مثلاً بالكيان الصهيوني… الكيان… الآن هو في ذروة معتقداتهم سواء الدينية او السياسية التي استمر يراوغ من أجلها
لأكثر من مائة عام والآن جاء وقت التتويج والتطبيق من خلال حكومة تمثل إرادة معتقدات اليهود الصهاينة الحقيقية وتوجهم واضح
وصريح غير قابل للتجميل الدبلوماسي حيث إنهم سنُ قوانين مثل سحب الجنسية وضم أراض ال٦٧ وشرعوا الاستيطان
ويهودية الدولة على كامل فلسطين وتفعيل الخيار الأردني!! فهل هم في العقبة مثلاً ليقدموا تنازلات؟! أم ليؤكدوا على تنفيذ مسارهم؟!
إلقاء القبض على قاتل وصفي – السلطة الفلسطينية
السلطة الفلسطينية هذا الوجود الشكلي الذي دخل فلسطين بعد “أوسلو” ومن خلال خيار غزة أريحا أولاً لم يقدم سوى المزيد من الانقسامات بالداخل الفلسطيني
والتنسيق الأمني الذي أضاع ما تبقى من فلسطين ومعظم لرموزها رأس ماليين وَمِنْ أصحاب القصور والفنادق خارج فلسطين
وهم يعلمون أن لهم مهمة لها موعد وأعتقد أنهم أشرفوا على النهاية!! فهل هم في العقبة ليستردوا فلسطين؟!
الأردن الخيار المنقسم على ذاته وبالع ” الموسم ” على الحدين!! لأن اكبر نسبة لاجئين متواجدين في الأردن وأكبر نسبة كمبرادور فلسطينيا في عمان
وأراض ال٦٧ احتلت وهي تحت سيادته من خلال وحده أقرت تحت ظروف غير شرعية لتنفك بسب الاحتلال
وتفقد الأرض ونأخذ السكان عداك عن اقتصادنا المرهون للبنك الدولي الإمبريالي وللأمريكان وتوريطنا باتفاقيات مع الكيان سنها وورطنا بها الخط المتأسرل!! .
فما معنى وجودنا في العقبة غير القبول بالإملاءات الأمريكية؟! يعني مثل قصة وفدنا إبان مفاوضات السلام؟!
أخذنا حصتنا من الماء وقتلنا العطش لاحقاً!! واستردينا أرضنا ولا ندخلها ألا بتصريح!! ودفنا الوطن البديل وأصبحنا مستنقع الوطن البديل!!
الأمريكان… هم أصحاب النفوذ بالإملاءات والمساعدات والقوة العسكرية والآن ربما اتضح أكثر ما معنى وجود قواعدهم العسكرية بالأردن والاتفاقية الموقعة معهم!!
التصفية النهائية على أرض فلسطين
كل هذا لحماية وتعبيد طريق التصفية النهائية على أرض فلسطين وضمان تحقيقها حتى لو بالقوة وردع كل من يقومها سواء بفلسطين او العشائر الأردنية في الاردن!!
فالأمريكان في الخامس عشر من الشهر الحالي شباط 2023 تقدم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ بمشروع جديد سبق أن فصلناه
يذهب لوقف الدعم “للأونرا” وإسقاط صفة اللجوء وحق العودة وأحقية الكيان الصهيوني بالعيش على أرض فلسطين!!
وبالأمس تعهد وزير الدفاع الأمريكي بضمان أمن الكيان والدفاع عنه!! فهل الأمريكان متواجدين في العقبة لحل الدولتين مثلاً وإعادة اللاجئين؟!
نحن أمام منعطف خطير يتوجب الوقوف بوجهه والتصدي له وعدم اغتيال وصفي التل من جديد واستخدامه للتغطية مجدداً على قضايا مفصلية!! فمتى ندرك ذلك؟!
إلقاء القبض على قاتل وصفي
