كتب / سالم فاهد اللوزي
وطن واحد و شعبين.. أزمة الشرعية تتعاظم !!
بات من الواضح أن الأمور أصبحت تاخذ شكلها الذي ينبئ بأزمة شرعية ووجودية في الأردن منذ حرب حزيران ٦٧
بدأ الشكل الجديد للأردن ينمو بعدما اوقعونا في لغط ما يسمى وحدة الضفتين وبالمناسبة مصطلح الضفتين هو
مصطلح صهيوني توراتي بحت حيث تقول اسفارهم ان لبني “إسرائيل” ضفتين شرقية وغربية !!
ونحن مازلنا متمسكين بهذا المصطلح الذي يعزز وجود الصهاينة على أرض فلسطين وبعد هزيمة ال ٦٧ المفتعلة
اخذ الأردن السكان وترك الأرض للصهاينة وتعتبر الأرض التي استولى عليها الصهاينة هي الأقدس بالنسبة لهم وتقوم
عليها كل خرافاتهم ويطلقون عليها أرض “يهودا” والسامرة”لذلك هزيمة ال٦٧ كانت الحلم الثاني الذي بدأ يتحقق بعد
استيلائهم على أراضي ما يسمى ال٤٨ ومن هنا بدأ علوهم ونحن بدأت مسيرة انهيارنا ونتيجة لغط وحدة الضفتين سمي
الفلسطينيين الذين غادروا سواء نتيجة الحرب او طواعية “نازحين” وهنا لابد أن أقف عند استخدامي كلمة” طواعية”حتى لا
يفسرها البعض كما يشاءلأنه بعد حرب ال ٦٧ خاضت بعض الأجهزة الاستخبارية حرب نفسية من خلال الإعلام وغيره بأن هناك
فرص عمل وحياة ومنح في الأردن وطرق لسوق الخليج توفر حياة كريمة مما ساهم برحيل الكثير طواعية دون اي صدام
مع الاحتلال !!
وبالعودة…
لموضوعنا وبعد توافد النازحين سواء كراهية او طواعية بدأت مرحلة ضرب الانتماء بشكل طردي لتعزيز الوجود الفلسطيني
داخل الاردن وإطلاق شعارات مفادها بأن تحرير فلسطين يبدأ من الأردن لكن غرور #الكيان الصهيوني دفع بإتجاه وأد هذه
الشعارات في معركة الكرامة لكنها سرعان ماتنامت من جديد مع ظهور فصائل تحمل اسم فلسطين كسبت تعاطف الشارع
على حساب دور الجيش الأردني مما زاد من عمق حس الإنتماء وخلط الأوراق لكن هذا السياق تم وأده بشكل نصفي بعدما
اتحدت أركان الأردن الجيش والعشائر والنظام وهنا أقول بشكل نصفي لأن أغتيال وصفي التل ساهم بعدم إصلاح العلاقة
الأردنية الفلسطينية وإعادة تصويبها وأخذت شكل خبيث آخر غير عسكري وربما كان اقتصادي يعزز المكانة الاقتصادية
للفلسطيني ويغذي أبناء العشائر بالسيادة الوهمية مما صنع فلسطيني ينتمي لرأس المال وأردني منتني للوظيفة والجاه
وبقيت هذه المعادلة تزداد على حساب الانتماء الحقيقي سواء لفلسطين او الأردن وأصبح يتأكل لصالح استكانة البرنامج
الصهيوني على أرض فلسطين وبذلك ومع مرور الأحداث التي لا أرغب بالوقوف عندها مطولاً حيث كانت المحطة الأولى
مؤتمر الرباط ومن ثم اتفاقية كامب ديفيد ولاحقاً فك الارتباط الشكلي عام ١٩٨٨ ومن ثم أوسلو ووادي عربة
وما أفضت إليه حالت التمييع التي كيفت ومنهجت عامل الانتماء وكان التتويج من خلال منح الفلسطيني حقوق سياسية
أصبحت تتكتل لتحمي الحالة الاقتصادية ورأس المال و تحرف البوصلة عن الهدف الأساسي ومن المعروف ان راس المال جبان !!
وبهذا وجد الفلسطيني نفسه أمام مكتسبات اقتصادية وسياسية يتوجب عليه ان يحميها ولا يتنازل عنها حتى لو قدمت له
فلسطين على طبق من ذهب.!!
وكذلك الأردني
وجد نفسه بلا أرض ووظيفة وخارج نطاق الاقتصاد مما جعله يتخبط بين الانتماء وعدم الانتماء لأن الوظيفة الشكلية هي التي
كانت تصنع منه منتمي لفترة وجيزة وتناسى من خلال ربطه بالوظيفة بأن الأرض هي أساس الانتماء وهذا الشيء الذي فقده
خلسة وبطريقة تم تغييب عقله بها !!
وفي السنوات الأخيرة استطاع الخط الخفي ان يضرب القطاع العام والثقة بين أركان البلد المؤسسة العسكرية والنظام والعشائر
بعدما ضرب العلاقة الأردنية الفلسطينية تماماً !!
الوحدة الوطنية…
أنه مصطلح مقدس ان قام حالياً على أساس قوننة ودسترة فك الارتباط عام١٩٨٨ لكنه بوضعه الحالي حق يراد به باطل فهناك
حالة نزاع على الشرعية بالبلد حتى وأن عبرت عنها مباريات كرة القدم لأنها تشكل الحلقة الأضعف
وتكون هي كرة الثلج التي تتدحرج وتكبر لأنها تعبر عن نزاع الشرعية وعلاقة شعبين بارض واحدة بعدما أصبح
واضحاً ان الكل تنازل عن فلسطين والقضية أصبحت الأن الأردن وليس فلسطين لأن الفلسطيني يدافع عن مكتسباته الاقتصادية
ويريد سيادة له على أرض الأردن وهذا بطبيعة الحال لن يقبل به الأردني رغم حالة الشتات التي وضع بها وشعوره بأن الكل تخلى
عنه والتلميح بأن العقد الاجتماعي مع النظام أصبح من الماضي وعليه مواجهة قدره مما يجعل حالته الشرعية مأزومة لأن الفلسطيني
بطبيعة الحال ممثل من رأس المال والنظام ومنظمة التحرير اي شريك قوي مساهمة محدودة بكل الاتجاهات والضحية هنا ضياع فلسطين
والعشائر الأردنية التي لاحل أمامها سوى تشكيل حالة سياسية تضغط بإتجاه تصويب أوضاع أركان البلد من جديد المؤسسة العسكرية
والنظام والعشائر لأنني اشتم رائحة جر للأردني ولو من خلال مباريات كرة القدم صدام مبكر ليعلن تيار الأسرلة عن برنامجه المدعوم دولي
اً داخل الأردن مطالباً بمدنية الدولة وأن غوغائية العشائر تهدد وجوده ومكتسباته !!
لذلك نحن أمام وطن واحد وشعبين وتوافد سكاني وثقافي غير مسبوق ينذر بأن الأردن سيصبح منطقة حرة فيها خليط سكاني يتحكم به
رأس المال المشبوه وحديقة خلفية للكيان الصهيوني !!. وقبل فوات الأوان الكرة مازالت بملعب العشائر والنظام والمؤسسة العسكرية
فمن يعلق الجرس
وطن واحد و شعبين